العدد 1333 - الأحد 30 أبريل 2006م الموافق 01 ربيع الثاني 1427هـ

لعبدالرحمن النعيمي... كلمة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

قلنا «فكرة» ذات يوم، مفادها، أنه من السهل على أي إعلامي - مفترض - أن يوجه سهام نقده الحادة على جسم المعارضة الهزيل وشخوصها فيصل بذلك إلى ما يصل إليه. وقلنا أن في المعارضة من «الأخطاء» ما تعجز عن حمله الجبال، وسكتنا عن هذه الفكرة فترة من الزمن. لكن تأبى الأقلام ذاتها، إلا أن تجرنا لخطابات معادة، فنستهلك الوقت والورق، لنكتب مرات ومرات... «قليلاً من الصدق مع النفس... قبل التفكير في الصدق مع القارئ».

المعارضة التي يتفنن الجميع في التعرض لها، هي ذاتها أكسير السياسة، ومفتاح التطور والحرية، فإما أن نقبل بها على علاتها وهناتها، وإما أن نغلق ملفاتنا صبيحة ذات يوم نقول فيه مبكرين «انتهى الأمر... لا نريد معارضة بين ظهرانينا... واذهبوا للجحيم!» لنبدأ بعدها احتفالية العودة الأثيرة للرؤية «الواحدية»، والتي هي نقيض ما يطمح له «جلالة الملك» في مشروعه الإصلاحي.

كتبنا ألف مرة أخرى، أن جلالة الملك شخصياً أشاد في كثير المواقف بقوى المعارضة ومواقفها الوطنية، ووصف دخولها للبرلمان «أسعد الأيام»، فيما لايزال بعض من تأسرهم عقلية الماضي الآفل مصرين على تخوينها ومهاجمتها بما لذ وطاب من إهانات وإسفافات. ليس لعبدالرحمن النعيمي المعارض نسك تعبدي أو هوىً سياسي أقيمه هنا. لكن، ثمة للنعيمي الإنسان «الرمز» ولجميع «شخصيات» الحركة المطلبية في التسعينات هوى وفضلاً علينا جميعاً، وعلى من أصبحوا اليوم نواباً، أو حتى متحدثين عقلانيين ينأون بأنفسهم عن أي «شكل ثوري غير حضاري»، فـ «الثورة» كما يرى عقلانيونا الجدد هي نقيض «الحضارة!» وعلى أن لجلالة الملك أولاً، وللنعيمي ورفاقه في الحركات الوطنية ثانياً، كامل الفضل في ما نتمتع فيه من الكتابة الحرة من دون خوف من أحد، فذلك فضل آخر، وشكر آخر لا نجحده.

من جهة أخرى، قد تكون للنعيمي «شطحاته» و«زلاته»، وهذه منطقة مفتوحة من «التأويل السياسي» لا أسلب حق اللعب فيها من أحد، إلا أن يكون النعيمي «مفلساً» أمام منجزات جمعية «المنبر الإسلامي» فهذا ما يستحق التوقف والاعتراض والجدال والرفض. فليس المنبر الإسلامي بوجوده وجميع إنجازاته - ولها تقديرها - إلا نتاج نضالات هذا الرمز ورفاقه وعذاباتهم التي بذلوها في المطالبة بما تحصلت عليه هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات من حرية وقدرة على تحقيق أية منجزات.

مساحات التنظير السياسي فضاء مفتوح أمام الجميع، وليست آراء النعيمي «مقدسات» محجوبة عن النقد. وفيما عدا، أن عبدالرحمن النعيمي كان ولايزال صفحة «بيضاء» من «النضال الوطني الحر»، فلا شيء جديد استطيع أن أضيفه هنا

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1333 - الأحد 30 أبريل 2006م الموافق 01 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً