العدد 1327 - الإثنين 24 أبريل 2006م الموافق 25 ربيع الاول 1427هـ

هل نتعلم العدالة الانتقالية من المغاربة؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لا يمكن أن تتقدم بعض الدول العربية ومنها البحرين في جانب من مسيرتها للاصلاح وتغفل جوانب أخرى مازالت تؤرق شريحة ليست بصغيرة داخل المجتمع، إضافة الى أنه لا يمكن إعادة صوغ المجتمعات بالصورة التي تشتهيها السلطات حتى فيما يتعلق بفكرة إضعاف عمل مؤسسات المجتمع المدني التي تحاول جاهدة نقل بعض من قضايا الشارع، وطرح الحلول لها إن كان في استطاعتها فعل ذلك.

هناك ثغرات موجودة داخل كل بلد، وما من بلد عربي يخلو من ماض يضم ملفات سوداء في حقوق الإنسان كالتعذيب والنفي وغيرهما مما يطبق في ظل غياب العدالة الحقيقية حرصا لاستمرارية النظام في حقبة ما.

اليوم الوضع تغير في البحرين التي بدأت جميع أطيافها تتحدث في العلن عما لم يتحقق في فترة الاصلاح التي وصلت عند حد «شلّ» حركة التغيير والتطوير إلى البحث عن بدائل أخرى تحقق نتيجة الارضاء لجميع الاطراف المعنية في البحرين، أي الدولة والمجتمع وضحايا الحقب من الاجيال السياسية المختلفة.

ليس عيبا أن نقول إننا أخطأنا، وليس عيبا أن نعترف بأخطائنا في العلن أمام العالم أجمع، وذلك بصورة سلمية لا تصادمية وعلى رأسها فتح باب الحوار، فالدولة عليها أن تبادر بشجاعة لطرح ذلك مع المجتمع وضحايا الحقب فان ذلك بكل تأكيد سيخفف من حدة ووطأة الألم المعنوي الذي تفاقم مع الأيام من جراء قسوة السجون وأدوات تعذيبها التي أراقت دماء ما كانت يجب أن تحدث، وقمعت صرخات تطالب بالحقوق، وهي حقوق طالب بها أكثرية الناس في دول العالم.

فمن المغرب الى تشيلي وبيرو وجنوب افريقيا وغيرها... جرأة النظام على الدخول في مقاربة العدالة الانتقالية مثال يحتذى به، لاسيما تجربة شعب المغرب الذي ذاق آلام التعذيب والسجن والاختفاء السري والنفي، إلى ما وصل إليه المغاربة عندما قرروا استخراج الدروس وكيفية ضمان عدم حدوث مزيد من الانتهاكات مستقبلا في بلادهم...

تحدث المغاربة بالعربية والامازيغية والفرنسية عن فواجعهم، وأثر ذلك معنويا في نفوسهم وذلك عبر التلفاز والاذاعة الرسمية... تكلموا بحرية دون قطع أو مونتاج... جمعهم ملكهم في قصره مع من تسبب في ألمهم بشجاعة في ظل التحديات وهي جرأة لم تحدث قط مع قادة أنظمتنا العربية، وذلك من أجل أن ينهي هذه الجروح، على رغم أن المغرب قام بالتعويض المادي لضحاياه. المغرب وملكه اليوم أصبحا أسطورة عربية نحلم وتحلم شعوب عربية غيرنا أن تتكرر في بلد عربي آخر... فهل نتعلم من المغاربة ونحول سجوننا ومعتقلاتنا إلى متاحف لحفظ الذاكرة كما فعل المغرب؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1327 - الإثنين 24 أبريل 2006م الموافق 25 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً