العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ

السعادة ببساطة

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

ترى هل السعادة مثل الحب؟ هل هي فكرة غامضة لا يمكننا أن نفهم سرها؟ ربما هي كذلك، لكن هي أيضاً مثل الحب لأننا نحتاج إليها مثلما نحتاج للحب، الهواء والماء. لا، إنني لم أفقد مقصد هذا العمود، ولا أنوي بأن ألقي شعراً لامرأة أو أملي عليك أهمية السعادة في هذه الأسطر. لكنني سأقوم بأخذ القليل من وقتك إذا سمحت لي بما أنك مشغول بأعمالك وظروف حياتك الخاصة، وذلك لمحاولة التعرف على السعادة وربما تشجيعك على تشييد حياتك على أساس سعادتك أنت. لأن مادمت حزيناً أو محبطاً فلن تتمكن من اسعاد الآخرين، فالسعادة تبدأ بداخلك قبل أن تقدمها للآخرين. وهي تسير في مجرى الحياة بأكمله، من حياتك الخاصة وباطنك، إلى حياتك العملية وظاهرك. مهما كان مجال عملك، من رجل أعمال حرة إلى مصرفي أو حتى مصمم أزياء، السعادة هي ما يساعدك على خلق أفكارك وطرق عملك لتفعيل الإنتاج والنجاح.

لكن هل السعادة هدف للنجاح أو سبب من أسباب النجاح؟ قد يكون الاثنان في آن واحد، لأن من دون السعادة لا يتمكن الشخص أن ينهمك في عمل يجد فيه لذة، فلن يتمكن من أن يميز نفسه ويقاوم المنافسة ويتخطى العواقب لينجح. وبعد النجاح تكبر تلك السعادة وتلهم الشخص من جديد على أداء المستحيل وإثبات نفسه وحصد السعادة مرة أخرى.

وفي تلك الحلقة نجد بأن كلما زادت سعادة الشخص، وجد نفسه قادراً على اسعاد الآخرين. فيتمكن الإنسان الناجح من مساعدة الآخرين بشتى الطرق، من التبرع للجمعيات التي تساعد على تأهيل الشباب للعمل والدراسة، إلى الاستثمار مباشرة في المشروعات والبرامج التي لديها قابلية للنجاح والذي يمكن للشخص الخبير أن يساهم بها ويقلل من خطورة فشلها.

لكن من دون التبسيط الساذج، نعترف بأن السعادة أمر معقد ولا يعتمد فقط على جمع الأموال أو التبرع بها. فمؤسس شركة «كوداك» جورج ايستمان انتحر بعد تشييد واحدة من أكبر المؤسسات الأميركية وبعد أن قام بالتبرع بأكثر من مئة مليون دولار. نرى في ذلك ربما تشخيص للاكتئاب، الناتج عن مرض مستديم عان منه جورج في نهاية حياته. والموسيقار البريطاني لورد تنيسون لازمه الاكتئاب في أوقات متفرقة من حياته، ما أدى إلى عدم الأداء في وضع الموسيقى في تلك الأوقات.

وبين أولئك الذين يتمتعون بالصحة والعافية إلى أولئك الذين يلازمهم الاكتئاب، نجد غالبية الناس كذلك. ولهذا على من يتمتع بالسعادة والاستقرار النفسي أن يتعرف على ما يسعد الآخرين ويساعدهم على تحقيق أهدافهم. ففي ذلك سعادة لك وللمجتمع بأكمله. ولكن قبل ذلك، على الشخص أن يعثر على سعادته المهنية، والعمل في مجال فيه توقعات تناسب ميول ومواهب الشخص

العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً