يشير البعض، الى أن الكثير من الكتاب في صحافتنا المحلية أصبحوا يعيدون الكتابة في الموضوع ذاته، وهذا ليس عيباً طالما أن الموضوع يتطلب الطرح المستمر لأهميته، ولا ضير اطلاقاً من معالجته - ايضاً - من نواح أخرى.
وفعلا، كتبنا كثيراً في موضوع التحشيد الطائفي في بلادنا على سبيل المثال، وتكرر هذا الموضوع لاعتبارات أهمها أن من أخطر النوازل والبلايا التي تهدد استقرار مجتمعنا الصغير ذلك الحشد الطائفي الذي أصبحنا نراه ونعيشه ونسمعه ونشاهد فصوله ليل نهار في بعض الأيام... بل قل يوماً بعد يوم! ما ينبئ بأن الأمور ليست على ما يرام إن ترك الحبل على الغارب.
تتصفح الصحف فتقرأ مقالات وتقارير وأخباراً و... حتى بعض الخواطر والأشعار التي تفوح منها روائح الطائفية.
تحضر ندوة هنا أو محاضرة هناك فتعيش في بعض الأحيان حالا من الاضطراب بسبب الطرح الطائفي. تستمع الى أشرطة وخطب ومحاضرات فتجد نفسك وسط أسلوب جديد لنشر الفتنة الطائفية. تراقب الجدران من حولك فتقرأ ما يجعلك ترتعش: إما خوفاً أو غضباً أو صدمةً بسبب ما تحوي من أنفاس طائفية. تتصفح بعض المنتديات والمواقع فتجد الرؤوس الطائفية البغيضة هي التي تطل أولاً. بيانات ومنشورات وكتيبات أنيقة جميلة الألوان راقية الطباعة... لكنها للأسف طائفية.
تحشيد طائفي مخيف ذلك الذي نعيشه في بلادنا... أليس كذلك؟
هناك أسباب أخرى يدخل فيها أداء بعض النواب وأسلوب تعامل بعض المرافق الحكومية وأنشطة التوظيف، لكن الصحف أولاً وبعض الخطباء أو المحسوبين على التيار الديني ثانياً هما سبب تردي الأوضاع! فلو سألت أي مواطن عن مصدر حصوله على المعلومة التي اوغرت صدره سيخبرك إما عن قراءتها في صحيفة أو سماعها في (دار عبادة)!
يتفنن البعض اليوم في تنفيذ أسلوبه في التحشيد الطائفي، والأغرب من ذلك، أننا لا نجد سلطة قانونية تحاسب من يثير الطائفية. فماذا يعني ذلك؟
يعني باختصار، أن هناك أطرافا تشعل الفتيل، ولديها القوة، لكن قوة لا يجب أن تكون أشد من قوة القانون
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1321 - الثلثاء 18 أبريل 2006م الموافق 19 ربيع الاول 1427هـ