ما إن يقرر أحدنا اقتناء حاسوب حضني ويبدأ في تحديد مواصفات الجهاز الذي يود شراءه في هذه الأيام، إلا وتأتي الـ )واي فاي( على رأس قائمة تلك المواصفات. والواي فاي هي اختصار لتعبير wireless fidelity ومعناه المباشر هو الاستقبال اللاسلكي الدقيق إن جاز لنا الاجتهاد. وفي استخدامها البسيط المباشر تحقق لك الواي فاي القدرة على التخلص من مشكلات وإرباكات التشبيك السلكي الذي بات مرافقا لفتح أي مكتب لمؤسسة اليوم بغض النظر عن مساحة ذلك المكتب أو النشاط الذي تقوم به تلك المؤسسة. بمعنى آخر تحررك تقنية الواي فاي من المحدودية، الأمر الذي يمدك بالحركية اللامحدودة إن صح القول.

وتحتضن هذه التقنية الكثير من المميزات التي لم تعد مؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة قادرة على العمل الكفوء من دونها، ومن بين تلك المميزات ان تلك التقنية أكثر سهولة عند التنفيذ، فكل ما يحتاجه المستخدم هو نقطة أو نقط ولوج وفقا لمساحة المكتب الذي يعمل فيه، وهذه الحركية لا تقتصر على قدرة الولوج للشبكة الداخلية وإنما لشبكة الانترنت أيضا.

وهذا ما تؤكده إجابات مسح قامت به شركة إنتل على عينة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الشرق أوسطية ونشرته حديثاً. في السعودية والإمارات ولبنان أكد 72 في المئة ممن شملهم البحث أن الحوسبة الحركية (Mobile computing) زودت مؤسساتهم بقدرة تنافسية أفضل أباحت لهم التفوق على منافسيهم في بعض الحالات وتقليص هامش التفوق في حالات أخرى، في حين رأى 78 في المئة منهم أنها ضاعفت من إنتاجيتهم، 59 في المئة منهم قالوا انها مكنتهم من الحصول على المعلومات التي يريدونها على مدار الساعة، 724. لكن 45 في المئة أكدوا انهم نجحوا في الوصول إلى المعلومات التي يبحثون عنها لحظة حاجتهم لها، وكان ذلك أثناء ساعات الدوام، وكان الوصول إلى البريد الإلكتروني على رأس قائمة الفوائد، إذ أكد 80 في المئة منهم كانوا على اتصال شبه مستمر لم يكن ممكنا من دون الحركية التي أباحها لهم التشبيك اللاسلكي.

68 في المئة من الذين شملتهم الدراسة أشاروا إلى أن تلك الفوائد لم تكن مقصورة على الجانب المهني أو تلك المتعلقة بالعمل، بل امتدت لتشمل إشباع الهوايات عند البعض والدراسة والتحصيل العلمي عند البعض الآخر. وطالما أن أهم ميزة توافرها تقنية الواي فاي هي الحركية (mobility) العالي، فهي تفك أسر المستخدم من محدودية المكان والزمان التي كانت تفرضها علية تقنيات التشبيك التقليدية وتحصره في نطاقها، وطالما هذه ميزة يكاد يحتاجها كل فرج من أفراد المجتمع أفلا تستحق هذه الخدمة أن تحظى بمزيد من الاهتمام ؟