العدد 1318 - السبت 15 أبريل 2006م الموافق 16 ربيع الاول 1427هـ

ظاهرة الملثمين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس النواب قررت بحث ظاهرة الملثمين في اجتماعها الذي ستعقده، وستسعى إلى «وضع الآليات المناسبة لمخاطبة وزارة الداخلية من أجل التعامل مع قضية الملثمين، وخصوصاً أن هناك مواجهات بين الأهالي والملثمين، واستنكاراً من قبل جمعيات سياسية، ورفضاً من قبل الأهالي لهذه الظاهرة».

وقال رئيس اللجنة أحمد بهزاد إن اللجنة ستسعى من خلال مخاطبة وزارة الداخلية إلى التعرف على الإجراءات التي تتبعها الوزارة للقضاء على هذه الظاهرة، وستسعى إلى الحصول على معلومات عن «الجهة المسئولة عن انتشار هذه الظاهرة في ضوء الضبابية التي تكتنفها».

بهزاد كان محقاً في دعوته للتحرك الجدي والسريع من قبل جميع الأطراف المعنية من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي يقوم بها بعض الأفراد، ولكن تبعاتها تعود على المجتمع بكامله، وخصوصاً أن حركة السير وحركة التسوق ومصالح الناس وسلامتهم بدأت تتعرض لمخاطر جمة لا يمكن تحملها.

بعض المسئولين أشاروا إلى أن وزارة الداخلية في حيرة من أمرها، لأنها تستطيع أن تلاحق الملثمين إلى داخل القرى وأن تكثف من وجودها في كل مكان، ولكن آثار ذلك ستكون صعبة على مجتمعنا الذي تعوّد على أجواء منفتحة ومختلفة خلال السنوات الخمس الماضية. كما أن بعض المسئولين يطالبون بنشر أسماء وصور الذين يتم اعتقالهم أثناء الاصطدامات أولاً بأول، لكي تتضح هوية القائمين عن العمل، ولكي تبتعد الشبهات عن قوات الأمن بأنها ساهمت بشكل أو آخر في التأجيج. غير أن نشر الأسماء والصور يضر من سمعة الأشخاص والعوائل فيما لو ثبت لاحقاً في المحكمة أنهم أبرياء من التهم التي وجهت إليهم.

أهالي المعتقلين يطالبون - وهذا حقهم - بالإفراج عن أبنائهم الذين ألقي القبض عليهم خلال الأشهر الأربعة الماضية منذ حادثة المطار، وما تبعها من حوادث متتالية. والجهات الرسمية تلمح بين فترة وأخرى أنها تتجه إلى الإفراج عن المعتقلين، ولكن شريطة أن يتم توقيف نشاطات الملثمين الذين يشعلون النار في الإطارات والحاويات على مفترقات الطرق. كما أن المسئولين يلمحون إلى أن الإفراج عن المعتقلين، مع استمرار هذه الحوادث، ربما يعطي الرسالة الخطأ لبعض الجهات التي تغذي الخطاب المتطرف، الذي يحمل في طياته أبعاداً أكثر مما تتحمله بيئة البحرين، ويحمل مضموناً لا توافق عليه الغالبية في المجتمع.

ربما أن النواب سيطلعون على بعض المعلومات، وربما تستطيع الصحافة المساهمة في تهدئة الأمور، ولكن الشباب الذين ينطلقون في هذه الفعاليات بحاجة إلى من يصل إليهم ويتحدث معهم ويقنعهم بأن أساليبهم تجر عليهم وعلى أهاليهم ومجتمعهم الويلات من دون نتيجة ومن دون فائدة، حتى لو كانت صغيرة. والوصول إلى قلوب وعقول هؤلاء الشباب هو التحدي الأكبر

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1318 - السبت 15 أبريل 2006م الموافق 16 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً