قد لا يجد الطلاب من يعيرهم أي اهتمام حينما يشتكون من أن الخطط الدراسية لتخصصاتهم يشوبها شيء من الخلل النوعي في انتقاء وإضافة بعض مواد «الزينة» التي تكمل الهيئة العامة للخطة الدراسية وتجعلها تبدو للناظر أكثر دسامة واحتواء، من دون أن تثري عقل الطالب بعلم يفيده في تخصصه، أو حتى في الجانب الوظيفي حينما يتخرج ويتقدم لوظيفة، والسبب القائم على الدوام هو أن هذه الخطط صممت طبق مواصفات المنظمات التعليمية العالمية، ولا حق لك أيها الطالب «الهلفوت» في الاعتراض على ما ليس لك به علم أو فهم.

يذكر أن المناهج التي تدرس بشكل أساسي والمرتبطة بالتخصص الذي يسلكه الطالب أساسا قد تكون جوفاء في غالبية الأحيان ولا تحتوي على ما تفيد الطالب معرفته، أو ما يخدمه أساسا عندما يعمل بوظيفة معينة، وهو ما أبداه بعض طلبة الإعلام من أن المقررات التي يدرسونها قديمة قدم المذياع، وتذكر فيها نظريات وأمور لم تعد موجودة في هذا اليوم، على رغم أن تخصصهم متجدد باستمرار، وأحوج تخصصات الدنيا للتطوير المستمر مواكبة لما تشهده وسائل الإعلام من تطور ونمو. ولم يكن حظ التخصصات الباقية أوفر من الإعلام، فالجميع يشتكون من عدم ملاءمة المقررات التي تدرس سواء من القدم كما كان في تخصص الإعلام، أو في تطبيق المقرر لنظريات لا تتناسب مع طبيعة البحرين، سواء في الأمور الهندسية كما يذكر طلاب الهندسة، أو احتياجات سوق العمل بلسان طلاب إدارة الأعمال.

وأثار يوم المهن السابع الذي أقامته جامعة البحرين الأسبوع الماضي بهدف إتاحة الفرصة للطلبة كي يلتقوا ممثلي الشركات والمؤسسات في السوق البحرينية مجموعة من الأفكار والخواطر في أذهان الكثيرة من الطلبة، إذ إنهم بما يدرسون حاليا، لم يجدوا المهارات والخبرات التي تتطلبها الوظائف المتاحة لهم، وبذلك فإن قصورا في الجانب العملي للدراسة الجامعية قد تجلى واضحا أمام أعين الطلبة، و حتى ممثلي الشركات أنفسهم، فقد أكد أحد العارضين خلال حديث جانبي أن الخريج الجامعي المتقدم للوظيفة لا يعد مؤهلا من الناحية العملية لشغل المنصب إلا من خلال دورات وفترات تدريب قد تطول أحيانا، حيث أضاف بأن شخصية الخريج تكون في الغالب متواضعة ولا تتناسب مع المنافسة الكبيرة في سوق العمل وهو جانب نقص آخر يضاف لما سبق، وأكد أن هناك فراغا كبيرا بين ما يدرس وما يتم تطبيقه في الواقع، لأن العلوم تتطور، بينما لاتزال المناهج على ما هي عليه، ولاتزال الخطط الدراسية ماشية كما هي