العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ

دبلوماسية المصالح

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

من المقرر أن يجرى يوم الاثنين المقبل الحوار الأميركي الإيراني بشأن العراق، وذلك بعد دعوات متكررة من قبل المسئولين الأميركيين وطلب من رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم. الهدف المعلن من المحادثات هو دعم الأمن والاستقرار في هذا البلد. ولكن لا شك هناك تلاقي مصالح لدى البلدين العدوين. وعلى رغم أن المحادثات تعقد بمشاركة العراقيين في الجلسة الافتتاحية فقط وفي بغداد، إلا أن هناك مصلحة خفية تقتصر على البلدين. فيما يتعلق بالجمهورية الإسلامية اعتقد أنها وافقت على الجلوس على مائدة المفاوضات جراء ضغوط لحقت بها بشأن البرنامج النووي وبالتالي فهي تريد تعهداً أميركياً بعدم فرض عقوبات على نظامها أو مهاجمته عسكريا من خلال تأليب دول مجلس الأمن. وتريد إيران أيضاً الإبقاء على نفوذها داخل العراق من خلال تمكين الأحزاب الفائزة في الانتخابات في السلطة. كما ترغب طهران في الإبقاء على نفوذها في مياه الخليج. أما المصالح الأميركية من وراء الحوار فهي أكثر من تلك التي تجنيها إيران، فالولايات المتحدة تريد التزاما من الجمهورية الإسلامية بعدم مهاجمة قواعدها العسكرية التي بنيت في شرق وجنوب (الناصرية) وشمال العراق بكلفة مالية باهظة. وتريد واشنطن الإبقاء على مصادر النفط آمنة وعدم الدخول في أزمة اقتصادية. كما ترغب الدولة العظمى في تعاون إيران تجاه الأزمة السورية وحزب الله اللبناني.

وهناك طرف ثالث يخشى على مصالحه أيضا ألا وهي الجامعة العربية التي غارت من انعقاد هذه المحادثات ولذلك سارعت إلى الإعلان عن اجتماع لدول الجوار العربي للعراق وهي تريد من خلاله بعث رسالة مفادها أنه لا تداول للشأن العراقي بعيدا عن محيطه العربي.

وعموماً تكون إيران سعيدة بسياستها البراغماتية التي انتهجتها طوال السنوات الماضية، إذ إن الشيطان الأكبر بعد طول تمنع وجفاء وقع أخيرا في غرامها.

ولكن، لئن كانت إيران في نظر هذا الشيطان وطوال سنوات هي محور الشر، فليس ثمة بكل تأكيد، من هو أسعد حالا من الشيطان حين يقترب بنفسه وفي نهاية المطاف من المحور الذي طالما تردد عند أعتابه

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً