يقال عند الشدائد يظهر الرجال والمواقف، وفي عالم كرة القدم يظهر الفريق «البطل» في اللحظات الحاسمة والمواجهات البطولية.

هذا الأمر كان حاضرا بقوة في قمة الغريمين المحرق والأهلي ولعبت «شخصية البطل» دوراً مؤثراً - كالعادة - على مسرح المواجهة، إذ لاحظنا كيف ظهرت قوة وحماس روح المحرق المعهودة على مر السنوات الطويلة وجعلته «زعيم البطولات الكروية»، وبالتالي انعكست هذه الروح والحماسة على أداء الفريق فظهر جامحا للفوز على رغم أن التعادل كان لصالحه.

و«البطل» لا يهتز نفسيا ولا فنيا حتى عندما يخسر جولة من المعركة، بل يحتفظ بشدة بأسه حتى يصل إلى نقطة «من يضحك أخيراً يضحك كثيراً»، وذلك ما حدث عندما تأخر المحرق بهدف أهلاوي جاء في نهاية الشوط الأول وكان يفترض أن يعطي الأهلاوية الثقة ودافعاً ويبعثر أوراق المحرقاوية، ولكن حدث العكس تماماً في الشوط الثاني الذي كان محرقاوياً خالصاً وكان يستحق الخروج بفوز بأكثر من هدف.

وشخصية الفريق البطل تنعكس حتى على جماهير المحرق التي حضرت بكثافة وقوة وأعادت ذكريات صورتها في السبعينات والثمانينات وكانت واثقة من قدرة فريقها على تحقيق النتيجة الإيجابية.

والآن، وبعد وصول المحرق إلى المحطة الأخيرة للحسم بعبور جسر سترة فإن «شخصية البطل» ستظهر مجدداً على رغم ظروف وحذر المواجهة. في المقابل، كانت الصورة مختلفة تماماً في الفريق الأهلاوي الذي كعادته سقط في المباريات الحاسمة وهو ما أضاع أحلام الفريق الكروية. أعتقد أن الأهلي يعاني ويفتقد إلى مواصفات «شخصية البطل» التي تسعفه في هذه المواجهات الحاسمة بدلاً من تكرار وقوعه في أخطاء الرهبة والارتباك والضغط الكبير، وهي أمور أيضاً يتحمل مسئوليتها الجهازان الإداري والفني عبر كيفية إعداد الفريق لخوض هذه المباريات الحاسمة