في كواليس مؤتمر «نجاح المرأة في صنع القرار» الذي استضافته البحرين في اليومين الماضيين، بتنظيم من وزارة الخارجية البحرينية، ومبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية، كان ما يدعو إلى الاستغراب فعلاً تعامل المنظمين مع مندوبي الصحافة المحلية، فقد كانت الجلسات كلها مغلقة، ومنعت الصحافة من دخول حتى موقع الاستراحة الخاصة بالمؤتمر، وكل ذلك كان لدواع «تنظيمية»! ولم يكن لهذا التصرف ما يبرره، سوى ما ذكر من تفضيل الوزارة أن تتم الجلسات من دون «إزعاج» من مندوبي الصحافة، بحيث تأخذ كل ضيفة حريتها في الحديث داخل الجلسات!

هذا التعامل مع الصحافة، باعتبارها جهة «مشاغبة ومثيرة للقلق» وبالتالي يجب ألا تطلع على ما يدور في الجلسات، يعكس صورة غير صحية تملكها الوزارة عن دور وسائل الإعلام عند إقامة مؤتمرات كهذه. كما أنه أمر يثير السؤال عما يمكن أن يقال داخل تلك الجلسات، والتي تتحدث عن تمكين المرأة أساساً، من جوانب كثيرة، بمشاركة عدد من التجارب العربية في هذا المجال، وما داعي السرية التي تحاط بها تلك الجلسات حتى لا ينشر محتواها للناس في الصحافة لمشاركة المرأة تجاربها؟

قريباً طالعتنا وزيرة الصحة ندى حفاظ بقرارها القاضي بمنع موظفي الوزارة من التصريح للصحافة، وربما تعقبها مؤسسات أخرى، معتبرة الصحافة مرة أخرى أداة «مشاغبة» يجب تحجيمها، وضبطها، بدواع «تنظيمية»... لا أكثر