كثيرا ما يتساءل الصحافيون عن التعتيم الإعلامي والآلية التي تتعامل بها الكثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية معهم، والتي قد تعود لأسباب غير معروفة، وإن عرفت فهي بلا شك غير مقنعة إطلاقا. فإذا ما أراد صحافي الحصول على تصريح لا يتجاوز جملة واحدة أو سطرا في بعض الأحيان، فإن بعض وزاراتنا تطلب منه رسالة رسمية للحصول على التصريح، ليصله بعد أيام إن لم يكن أسابيع! وأحيانا تتجاهل تلك الوزارات رسائل الصحافيين الرسمية، في الوقت الذي يستخدم الصحافي جميع حيله وأفكاره للوصول على التصريح.
وإذا ما «تفرغت» تلك الوزارات وأرسلت نصها كتابيا فالصحافي محظوظ، أما إذا ردت شفهيا فعليه أن يتوقع صحوته في يوم نزول التصريح بمكالمة من المصدر ينفي ما قاله أو نشره في الصحيفة، لتظهر الصحيفة «كاذبة» والصحافي مبتدئا ولم يفهم وجهة نظر المسئول! ولو افترضنا أن صحيفة وصحافيا ما أخطآ، فهل يعقل أن جميع الصحف مخطئة وجميع الصحافيين مبتدئون؟ أم أن صرخة من رئيسه اضطرته للكذب؟ أما بعض الوزارات «المتعلمة» والتي تقدر الصحافي وذكاءه وأسلوبه في الحصول على المعلومة فتشفق عليه، ليس لوجه الله وإنما لوجود معرفة بينها والصحافي أو أحيانا لأن الصحافي يعمل لديها! ولأننا نعيش في بلد الديمقراطية والشفافية، آمل من جميع وزاراتنا التعامل مع الصحافيين بديمقراطية وشفافية جديدتين، كما تتعامل الجهات الأهلية معنا
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 1299 - الإثنين 27 مارس 2006م الموافق 26 صفر 1427هـ