العدد 1298 - الأحد 26 مارس 2006م الموافق 25 صفر 1427هـ

الإعلان... الاقتصاد وسوق المنامة

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

أينما نظرنا، نجد الترويج والتسويق. فالدعايات بأنواعها وأشكالها لا يمكننا الفرار منها. من الصحف اليومية والتلفزيون إلى الشوارع والإنترنت. وإذا راجعنا ما كانت عليه حالة قطاع الإعلان قبل 15 سنة وما هي عليه اليوم، فسنرى بأن هناك تطوراً ملحوظاً لا يقتصر على كثرة الإعلان فقط. فالجودة والتنويع في طرق العرض وقدرة أكبر في الإبداع لازمت وساهمت في نمو قطاع الإعلان. ونرى أن اللافتات الإعلانية التي تزين شوارعنا هي تعكس زيادة وتنوع الحركة الاقتصادية في البلد. من المطاعم التي تنافس بعضها بعضاً إلى ترويج حلبة البحرين الدولية، كلها بمثابة تعهد من قبل أصحاب الأعمال، الدولة والشركات الكبرى لاقتصاد البحرين.

بينما لا يوجد اقتصاد من دون مشكلات وعواقب يجب أن نتخطاها، هنالك دوماً شيء من التطور الذي لا مفر منه. مجرد النظر للإعلانات، من تلك الصغيرة التي تنشر في المنشورات المجانية إلى تلك التي تعرض قبل الأفلام في دور السينما، لا يمكننا أن نيأس، لأن هذه الإعلانات تبرهن لك بأن الاقتصاد مازال يتحرك وينتج ومازال مفتوحاً لمن لديه فكرة يمكن تسويقها.

قبل تقريباً سنة لم تكن بطاقات الاتصال الدولي المخفض متوافرة، أما اليوم فعندما ندخل أية «برادة» نرى على الأقل شركتين تتنافسين في تسويق بطاقات الاتصال، كل واحدة معلنة ميزات عرضها على ملصقات دعائية، فمن شركات الاتصال، إلى المصارف، ومن شركات تلميع السيارات إلى العيادات الطبية، الكل يبادر في الحصول على حصته من الاقتصاد، وذلك عبر الإعلان باستخدام اللافتات، الإذاعة، التلفزيون، الإنترنت، الملصقات أو المنشورات «التثقيفية» التي تلقي الضوء على الخدمة أو المنتج المعروض.

أذكر عندما لم يكن في البحرين إلا سوق المنامة ومجمع يتيم. ففي تلك الأيام إذا أردنا أن نبحث عن منتج، علينا القيام بجولة تنقيبية، مثل البحث عن الآثار أو الكنز. أما اليوم فإننا مغمورون بالمعلومات عن البضائع والخدمات المتوافرة، التي حتماً نجد بها ما نريد في وقت قصير ومن دون ضياع الوقت.

لكن دعنا ألا ننسى من أين أتينا وإلى أين نذهب. صحيح، لا أذكر آخر مرة ذهبت فيها إلى سوق المنامة للتبضع، وهذا شيء مؤسف، نأمل أن كما زينت ضواحي البحرين الجديدة بالدعايات، أن يأتي اليوم الذي نتمشى فيه بسوق المنامة القديم مستمتعين بنبض جديد لتلك المنطقة التاريخية، لتجديد طال انتظاره. تجديد ملحوظ، تشهد له الإعلانات الراقية التي ستسود ساحة باب البحرين وحضور ملحوظ لتلك المحلات والمطاعم التي حالياً تتواجد في الضواحي الجديدة فقط

العدد 1298 - الأحد 26 مارس 2006م الموافق 25 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً