كل قرار يمكن أن يتخذ من أجل إصلاح أية مؤسسة من مؤسسات المجتمع يعتبر قراراً شجاعاً وضرورياً في آن واحد، ففي مؤسساتنا غالبا ما يتردد المسئول باتجاه أمرين في غاية الأهمية: الإصلاح والتغيير، وما لم تتغير هذه العقلية التي تخاف الاعتراف بالخطأ وإصلاحه، وتعمل على تغيير بيئة التخلف والفساد، فإن أمرنا لن يتقدم.

نقدر جيداً شجاعة رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الشيخ خليفة بن عبدالله آل خليفة واعترافه بقصور جهازي الإذاعة والتلفزيون تجاه الجمهور، وتأكيده أنهما سيصالحان الجمهور مع مطلع شهر أبريل/ نيسان المقبل.

الشارع البحريني ليس عاتباً «نوعاً ما» على هيئة الاذاعة والتلفزيون بل هو بكل صدق متضايق إلى حد أن بعضهم شفر القناة والبعض الآخر لم يدرجها ضمن القنوات المشاهدة، وآخرين فضلوا تجاهلها لتجاهل قضاياهم واحتياجاتهم.

نتمنى من إذاعة وتلفزيون البحرين الخروج بصورة جديدة كما وعد رئيسهما، ليخاطبا العقل والإنسان البحريني لا أن يستخفا به، وأن يسعيا للرقي لا الانحطاط الفكري، وأن يتم ذلك بالاعتماد على الكوادر البحرينية لا المستوردة، والبرامج المبتكرة لا المستنسخة بكل عيوبها.

إن الاعتراف بوجود خطأ يعتبر ثقافة سياسية إدارية في دول العالم المتقدم التي يحسب فيها ألف حساب لقوة الرأي العام ووسائل الإعلام، واعتراف رئيس الهيئة يحسب له ولشجاعته ولصدق نواياه التصحيحية