ينتابنا الخوف والقلق مع اقتراب عقد قمة الخرطوم المقررة في 28-29 مارس/ آذار الجاري. كما يحق لنا أن نتساءل: «عيد بأية حال عدت يا عيد...»، ففي العاصمة نفسها انعقدت في أغسطس/ آب 1967 قمة عرفت بقمة «اللاءات الثلاث» (لا للاعتراف، لا للتفاوض، لا للصلح)، إذ فيها أغلق العرب الباب أمام أي اعتراف بالكيان الصهيوني أو أي تفاوض معه.
أما اليوم فتنعقد «قمة الخرطوم» وعدة دول عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل»، لكن هذا ملمح واحد وحسب، فالقمة اليوم تأتي في عالم مختلف وبالتالي في عالم عربي مختلف وهي قمة عرب آخرين غير عرب الثورة والمعركة. فبأية حال عدت أيتها القمة؟ خلال السنوات الماضية، ظلت القضية الفلسطينية هي القضية الأولى على جدول الأعمال العربية، أما اليوم فتراجع ترتيبها لتكون الثانية أو ربما الثالثة، فهناك مشكلة في العراق وتوتر في لبنان وأزمة بشأن سورية و «زلزال دارفور» في السودان نفسه. ما يشعرنا بالخوف ويقلقنا هو الحركة الأميركية «الغريبة» في المنطقة أخيرا مع اقتراب القمة العربية، فهناك وفود أميركية وغربية تتخاطر على المنطقة، تطلب «الكثير»، وتعد بما هو أكثر. كما أن أبرز «الرؤوس العربية» بدأوا جولات «مكوكية» تشمل أوروبا وأميركا والتقوا بمسئولي الإدارة الأميركية، ولا نعلم «ما جاء في الحوارات والوعود». ربما كانت هذه الزيارات «ودية» - نرجو ذلك - لكن الخوف يأتي من شعورنا بأن تلك الجولات إنما كانت لتوزيع «هدايا بابا نويل»، وتحقيق الأماني الأميركية - الإسرائيلية. ما يؤكد ذلك هو أن الكثير من الدول العربية التي زارها وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) - عقب فوزه في الانتخابات التشريعية في يناير/ كانون الثاني الماضي- دعته للاعتراف بـ «إسرائيل»، وهو ما يتعارض مع «اللاءات الثلاث». كما أن ذلك يأتي عقب أن قدم العضو في مجلس النواب الأميركي فرانك بالون مشروع قرار يدعو إلى ممارسة ضغوط تفضي إلى عدم عقد القمة العربية في الخرطوم، أو ممارسة الضغوط على قراراتها.
سؤال نطرحه على القادة العرب قبل اجتماعهم - نرجو الإجابة عليه - هل صاغت أميركا قرارات القمة؟!، إذا كان لا، فماذا يجري وراء «الكواليس»؟!
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1294 - الأربعاء 22 مارس 2006م الموافق 21 صفر 1427هـ