العدد 1291 - الأحد 19 مارس 2006م الموافق 18 صفر 1427هـ

أبو الشباب

محمد طالب comments [at] alwasatnews.com

-

عجبي على ذلك الشاب الكبير الذي كرس وقته في بداية تدشين المشروع الاصلاحي لضرب التنظيمات الشبابية التي شكلت نفسها من اجل تحقيق اهدافها السامية لخدمة قطاع الطلبة والشباب. لقد وجه كل اسلحته التي ظن انها ستكون فتاكة لتدمير تلك التنظيمات، فتراه مرة يشهر قلمه المليئ بالحقد ليلعب بألفاظه الفلسفية وتراه مرة اخرى يلعلع صوته في محاضراته التي دس بها محتوى تحريضياً ضد التنظيمات الشبابية الأخرى معتقدا أن بإمكانه التأثير على شرائح الشباب بهدف ابعادهم عن تلك التنظيمات وجذبهم لتنظيمه ولكنه سرعان ما اكتشف فشله.

إن الشاب الكبير نصب نفسه كأب روحي لشريحة من الشباب، وكان سببا رئيسيا لكثير من المشكلات والخلافات التي حدثت بين التنظيمات الشبابية وخصوصاً التنظيمات المتشابهة في اهدافها، فقد قطع خيوط متينة كانت قد تكونت بين تنظيمين شبابيين كادا أن يتوحدا.

الغريب في الأمر أن الشاب الكبير كان يدعو إلى تشكيل تنظيمات شبابية تابعة بشكل مباشر للجمعيات السياسية وكان من الرافضين لأن تكون هناك تنظيمات شبابية مستقلة بكيانها وتعمل كجناح للجمعية الام، وشن حملات متوالية هو واتباعه لمحاربة هذه الفكرة ووجه اتهامات كثيرة لعدد من التنظيمات الشبابية متهما إياها بتبعيتها لجمعيات سياسية على رغم استقلاليتها، وما يثير الاستعجاب أنه بعد كل تلك المناوشات التي جرته إلى الفشل المحتوم في خلق تنظيمه الشبابي الحزبي اتجه إلى تشكيل تنظيم شبابي خارج تنظيمه السياسي باستيلاء اتباعه وتلاميذه على احدى الجمعيات الشبابية التي تأسست مع بداية المشروع الاصلاحي مدركا بذلك اهمية العمل الجماهيري من خارج التنظيم الام، فالتجربة كانت له بمثابة درس تعلم منه الكثير وجعلته يتناسى كل الهجوم الذي شنه ضد هذه المسألة، والمضحك في الامر أن الشاب كان يهاجم ما جاء في النظام الاساسي لهذه الجمعية من اهداف وآليات عمل وغيرها ولكن يبدو انه نسى، أو قد يكون هناك أمر آخر وهو انه مازال متمسكا بأفكاره ولكن احتمال أن يكون تلاميذه قد ثاروا عليه وتمردوا فكثيرا ما كان يتذمرون منه.

نتمنى أن تكون خطوة الشباب هي تمرد فعلاً ضد ما جاء به من ابوية، فإذا كان ذلك صحيحاً فسيكون الوضع الشبابي بخير وستفتح ابواب التعاون التي غلقها على الشباب من اجل اهدافه الخاصة به، وبالتالي سيزول الحقد الذي زرعه في قلوب الشباب وستبدأ صفحة جديدة من التعاون المثمر والذي يخدم الوطن، وليعمل الجميع من أجل الوحدة الشبابية بتكسير الحواجز وكل من يعوق ذلك

العدد 1291 - الأحد 19 مارس 2006م الموافق 18 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً