العدد 1286 - الثلثاء 14 مارس 2006م الموافق 13 صفر 1427هـ

مصير الطغاة

هنادي منصور comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

النهاية المفاجئة غير المتوقعة للرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفتش ووفاته بسجنه في لاهاي أثارت سخط أنصاره وأعوانه، فيما البقية وخصوصا الذين رزحوا تحت نير حكمه الظالم، الذي أوقع مجازر جماعية وجرائم حرب في البوسنة والهرسك وكرواتيا كانت معاكسة، فقد استاءوا من وفاته دون نيله نصيبه من العقاب.

القضية لم تقف عند هذا الحد من وفاته إذ سرعان ما شن أنصاره هجوما على المحكمة الدولية لمسئوليتها بالتسبب في مقتله لكونها رفضت مسبقا طلبا تقدم به للعلاج في روسيا لكن لاهاي رفضت طلبه بذريعة التخوف من ذهابه للعلاج من دون رجعه. وهذا ما جعل البعض يتهم المحكمة بتسميمه لكن النتيجة الأولية لتشريح جثة ميلوسيفيتش أشارت إلى أن وفاته كانت ناجمة عن إصابته بسكتة قلبية إلا أن موسكو شككت وأرسلت على الفور أطباءها إلى لاهاي للوقوف على حقيقة وفاته.

ميلوسيفيتش الصربي على غرار ميلوسيفيتش العراقي «صدام حسين» الذي أطيح به في غزو انجلو أميركي في مارس/ آذار العام 2003 نظير جرائمه المشابهة بارتكاب مذابح بحق شعبه الأكراد والشيعة والتي يحاكم عليها هو وحاشيته السبعة حاليا جراء ما اقترفوه من أفعال شنيعة.

وفاة ميلوسفيتش أو ترجيح فرضية انتحاره تغلق ملفا أسود في حياة هذا الطاغية والتي انتهت أخيرا وراء قضبان السجن لمدة أربع سنوات فيما يبقى طاغيتنا الموجود أيضا خلف قضبان السجن يجول ويخطب خلال جلسات محاكمته من دون رادع أو قانون يجرده حتى من حقه في التكلم طالما قام هو على مدى 3 عقود بفرض سلطته بقبضة من حديد على الشعب العراقي، فيا ترى هل تمهد وفاة ميلوسفيتش جزار البلقان نبوءة اقتراب اجل منافسه الشرق أوسطي جزار العراق وتعجيل إصدار الحكم بحقه الذي ينتظر شعبه تلك اللحظة المترقبة بفارغ الصبر ولكن على وقع الطبول والزغاريد؟.

العدد 1286 - الثلثاء 14 مارس 2006م الموافق 13 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً