العدد 1285 - الإثنين 13 مارس 2006م الموافق 12 صفر 1427هـ

الوزير الكريم و... السيدة الكريمة!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

ليس من السهل، في عالمنا العربي والإسلامي، أن يصل المواطن المغلوب على أمره الى وزير الداخلية أو الى أحد كبار المسئولين بالوزارة ليشكو همه أو ليرفع ظلامته أو ليطلب من الوزير أو المسئولين بالوزارة أخذ حقه الذي انتهك.

بل قل حتى المراسل وعامل الخدمات في مكتب الوزير هو من الفئات التي يصعب الوصول إليها لما له من وجاهة ورفاهة... هذه حقيقة، فليس من الهين أن يصل المواطن الى رأس هذه الوزارة، المحترمة والموقرة والمهابة في بلادنا العربية والإسلامية، ليطالب بحقه أو على الأقل، لينفس عما في خاطره.

استمعت إلى سيدة كريمة، من إحدى أمهاتنا الفاضلات، وهي تنقل رسالة شكر قصيرة إلى وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، عن طريق أحد أقاربها، فعلى رغم صعوبة الظرف والحدث المؤسف الذي شهده مجمع الدانة التجاري يوم (الجمعة) الماضي وما تبعه من أعمال عنف مؤلمة للجميع، استقبل الوزير تلك الأم لتشكو ظلامتها ولتشرح ظروفها وظروف ابنها المعتقل في حادثة المطار.

وليس من قبيل المداهنة أن نتحدث عن مثل هذه المواقف التي لم نعتد عليها في الحقيقة، والتي دفعت بعض الكتاب والصحافيين إلى اتهام وزارة الداخلية بأنها متهاونة مع مثيري الشغب وصانعي الفتنة بل وحاول البعض منها تأليب الدولة ضد وزارة الداخلية، وهم أنفسهم... وذاتهم، أولئك الكتاب الذي يتحدثون عن معالجة الكثير من الملفات بعيداً عن الهاجس الأمني، ويقدمون البعد السياسي والاجتماعي في التعامل مع تلك القضايا... المهم، أن الوزارة اثبتت لهم وللجميع أن الملفات الحيوية والحساسة لا يمكن التعاطي معها بلا بعد نظر.

نعم، لقد شهدنا الكثير من الاعتصامات والمسيرات المرخصة وغير المرخصة، وتابعنا حوادث ومصادمات تلت بعض المسيرات، وإذا كنا ومازلنا نؤكد مراراً وتكراراً على حق المواطن في التعبير عن رأيه، سواء كان ينتمى إلى جمعية أو حركة اسلامية (سنية كانت أم شيعية)، أو إلى أي تيار، إلا أنه من الضرورة بمكان التأكيد مجدداً على سلمية وحضارية النشاط المراد تنظيمه حتى لا نجر شوارعنا وقرانا ومجمعاتنا لحوادث عنف وعنف مضاد لا تحمد عقباها، ثم نجلس بعد ذلك نتبادل الاتهامات والمسببات والتجاوزات.

موقف الوزير يستحق التقدير، ليس منا فقط، ولكن من الأمهات وبعض المواطنين الذين انتهزوا فرصة ظرف ساخن ليطرحوا هم بدورهم طلبات ساخنة، وكانت رحابة صدر الوزير باعتباره المسئول الأول في هذه الوزارة كفيلة بأن تقدم نموذجاً لكل المسئولين في بلادنا، ومع توقع أصعب الظروف، بأن يتعاملوا مع المواطن برحابة صدر، حتى وإن كان مخطئاً... فللوزير ولهؤلاء النخبة من المسئولين كل الشكر، لأننا نريد أن نوصيهم علينا كمواطنين.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 1285 - الإثنين 13 مارس 2006م الموافق 12 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً