الفرنسي «دي توكفيل» وصف الولايات المتحدة بأنها أفضل من يطبق الكانطية من دون أن تدري. وسواء أكان مجلسنا للشورى يدري، أو لا يدري، فهو نيتشوي الهوى من سالف الدهر.

(1)

«إنها لسعادة حقيقية أن يكون المرء على خطأ، إذا ما كان غنياً بما فيه الكفاية».

(2)

يقول نيتشه «إنني لا أؤمن إلا بالثقافة الفرنسية، أما كل ما عدا ذلك ما يطلق على نفسه اسم «الثقافة» في كل أوروبا فلا اعتبره سوى ظاهرة سوء فهم».

كذلك هو مجلسنا، فهو دائماً ما يصدر خطاباً فوقياً متعالياً، على اعتبار أنه يهتم بالحقيقة التي لا يدركها الآخرون، ولعل أفضل لقطة من لقطات هذه النخبوية سؤال أحد الوزراء عن تطور مادة «العلوم» في مدارسنا!.

(3)

يقول نيتشه «ذلك اللغو الكريه القائل: إن الحب لابد أن يكون شيئاً غير أناني».

الحب الإجرائي في منطق البعض ممن يحاكمهم هذا الملف هو أفضل تمثيل لأنانية الحب في المفهوم النيتشوي.

(4)

«أن نخلص الماضي، هو أن نحول كل «ذلك الذي كان» إلى ذلك الذي أردنا أن يكون».

اكتفى العضو بإجابة الوزير، أي بمعنى أنه «خلص الماضي» وجعله طبيعياً، وهذا الاكتفاء كان ديدن الأعضاء بعد سماعهم لردود الوزراء.

(5)

يقول نيتشه «إن عملاً أخطأ الهدف يبدو لي جديراً بالتقدير، بالذات لأنه أخطأ الهدف، يوافق هذا قيمي الأخلاقية أكثر».

يعتزم بعض الأعضاء إعداد ملفات خاصة بإنجازاتهم الشخصية داخل المجلس، ومن ثم القيام بتقديمه إلى جلالة الملك.

(6)

أخيراً... يقول نيتشه «كل من يعتقد أنه فهم مني شيئاً من كتاباتي فقد فهم مني ما فهم طبقا لصورته الخاصة، وفي غالبية الاحيان يكون شيئاً مناقضاً لي تماماً، مثل اعتباري «مثالياً».

وهذا هو المضمر... الذي «لا يدري» عنه أعضاء الشورى