والله هذي شغلة وايد حلوة... لبس الدفة (العباءة) القديمة التي حذفتها الوالدة... وتغطية الجسم بها... ثم وضع قناع يخرع (يخوف) على الوجه... ومسك عصا المخمة ( المكنسة ) في اليد اليمين... ونثر البخور باليد اليسار... ثم الصراخ بأعلى صوت... شمهروش، خنفروش... دلني على شخص شعره منفوش... شكله يشبه أبوالكروش... وعنده مخ على شكل الطربوش... من برع أحمر، ومن داخل مافيهوش... أضحك عليه بكلام مغشوش... ويدفع لي من جيبه، كل دينار منقوش... يا حمبوش، يا منبوش... يا موجود بدون رموش... في قوطي حلوى مهروش...

هذه شغلة جداً عجيبة... لباس عجيب، وكلام رهيب، وذكاء غريب، والحصول على شخص طماع لايحمد ربه على نعمة وجود مبلغ نصف مليون دينار بحريني في جيبه... مع أن غالبية الموجودين حوله في المجتمع بالكاد يحصلون على قوتهم اليومي... وهذا الشخص الطماع لابد وأن يكون بمواصفات ذهنية خاصة، حتى يصدق بأن ( صاحب الفخامة ) سلطان الجن الأحمر سوف يحضر له كنوز شمهروش... وخنفروش...

يعني من الذي يصدق بأن هناك شخصاً يدفع نصف مليون دينار (تساوي اثنين مليون دولار أميركي) في سبيل الحصول على خنفروش... أصلاً الخنفروش (وهو أكلة شعبية تشبه الكباب) دائماً ما تعمله النساء في المنازل، ثم يوزع على بيوت الجيران والأهل ببلاش... وعندما يأتي شخص ويدفع هذا المبلغ الكبير في سبيل الحصول على الخنفروش من الجن الأحمر، ماذا نعتقد؟... وما هو أول انطباع يتبادر إلى الذهن عن هكذا أشخاص يؤمنون بالشياطين، ولا يخافون الله؟...

صاحب الفخامة سلطان الجن الأحمر سيحضر كنوز شمهورش... أو شمهروش... من وسط حفرة في الحوش... والله لو كنت أرويها كقصة لأحد أبنائي الصغار، لضحك هذا الصغير على العقلية التي أتكلم بها... فكيف برجل كبير أن يصدقها... هذا الذي لا يخاف الله، كيف يصدق بأن الجن الأحمر موجود... أصلاً كلنا نعرف بأن الجن لونه أبيض وليس أحمر، وعندما يخلط مع ماء التونيك، ثم توضع معه قطعة صغيرة من الليمون، فإن الشيء الوحيد الذي يخرج لشاربه هو بوحنوش ملك المرقدوش... وليس خنفروش

ورجل آخر... يدفع كل ما يملك لهذا الدجال... ثم يقف ولمدة يوم كامل في البحر ينتظر الخنفروش... لا ملابس... ولا شرب... ولا أكل... وعندما تسأله عن المرأة يقول : النساء ناقصات عقل ودين... الآن من هو الناقص عقل ودين؟... وكيف يصدق هذا الرجل بأن خنفروش سوف يأتيه من البحر ومعه كنوز (تريجر آيلاند) جزيرة الأحلام؟... مع أنه يعرف بأن الخنفروش يذوب في الماء...

الذي يأتي من البحر هما اثنان كان أهلنا يخوفونا بهم عندما كنا صغاراً... من خوفهم علينا وحتى لا ندخل البحر ونغرق... الاثنان هما بودريا (أبوالبحر)، والقرصان الذي شكله أعور (بعين واحدة) وبيد مثل الخطاف واليد الأخرى عليها طائر، وعليه قبعة مثلثة... هذان هما المعروفان لنا... ولكن خنفروش وعرمرموش لم نسمع عنهما من قبل... يمكن يكون تواجدهما في الخليج فقط في هذه الأيام، وبعد وصول الاسطول البحري الأميركي... يجوز... آنه ما أحط في ذمتي وأطلق صفة كذاب على ساحر... استغفر الله... وأرجوه يسمح لي ويسامحني ولا يحولني إلى قطة ما لها عين كلوش...

الآن... نحن الرجال... كيف يكون لنا وجه نقابل فيه نساءنا؟... والله فشيله... طول عمرنا ونحن نقول إن النساء هن من يؤمن بالسحر ويذهبن إلى السحرة... وهن من يصدقن قراءة الكف ويتابعن كل ما هو مكتوب في الأبراج... كنا نقول ذلك، ولكن ماذا أصبحنا من الممكن أن نقول لهن بعد هذه الفضيحة من هذين الرجلين؟... يا شماتة النساء فينا...

يعني... يا حظي... يا طماع... أنت ما فكرت بأن الذي لديه إمكان في مخاطبة الجن الأحمر... أو الازرق، أو الوردي... وعنده السلطة لكي يجبرهم على إحضار كنوز شمهروش الخنفروش... هذا الشخص الساحر... لماذا يعطيك أنت الكنز ولا يحتفظ به لنفسه؟... قل لي وفهمني وأقنعني... يا شارب المرقدوش..