بين تعريف السياسة المتداول دائماً بأنها «فن الممكن» وقول الفيلسوف القديم جدا شيشرون ( شيشرون أبرع كاتب نثر لاتيني، سيطر على الأدب اللاتيني في العام 80 ق.م. حتى وفاته عام 43 ق.م): «يظل الرجل صالحاً ونظيفاً حتى يدخل السياسة، فإذا دخلها صار أشد الناس قذارة في هذا العالم!». من بين المقولتين يتبادر إلى الفكر سؤالان: ما هو الممكن في السياسة؟ وما هو اللاممكن؟
في واقعنا البحريني العمل السياسي أقرب إلى ما يقوله شيشرون، إذ لا نجد شيئاً غير ممكن، فكل شيء ممكن، فماذا يعني ألا نجد على أحد شيئاً في العمل السياسي لمواجهته فنلجأ إلى تشويه سمعته من خلال رسائل نصية قصيرة عبر الهاتف تمس شرفه وشرف عائلته؟
أظن أن كل شيء ممكن في السياسة، بدءاً من فبركة ومسرحيات واتهامات وتهديدات وانتهاء بمسجات غير أخلاقية، ولذلك إذا أراد اللاعب فيها أن يكون حاذقا فعليه أن يتخلى عن كل خاطر للوقوف عند حدود الإنسانية والأخلاق وخرافة الضمير والحقوق... إلخ.
في السابق كانت هناك اتهامات لشرفاء بـ «كوبونات صدام» والآن هناك اتهامات لعلماء مخلصين بـ «الزنا»، ولذلك لا تصلح السياسة للصالحين من الرجال، إذ إن التشويه هو «الممكن الوحيد» في «فن السياسة» على الخريطة البحرينية!
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1284 - الأحد 12 مارس 2006م الموافق 11 صفر 1427هـ