العدد 1283 - السبت 11 مارس 2006م الموافق 10 صفر 1427هـ

الإسكان تعرّيهم... والله يسترهم

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

في البداية أود أن أقدم التهنئة إلى هذه العائلة البحرينية التي سترها الله... الرحمن الرحيم... ومدها برحمته التي لا حدود لها... وجعلهم يفوزون بسكن يأويهم، ومال يكفيهم لسد احتياجاتهم... بعد أن غدرت بهم رحمة الإنسان المسئول عنهم... ومُدّت إليهم (فقط) يد الرحمة من أصحاب الخير الذين لا يخلي الله الأرض منهم...

هذه العائلة المسكينة التي طُردت من بيتها (الخرابة) بعد أن لم يتمكن عائلها الفقير من إيجاد مبلغ الإيجار... وبعد أن تنكر لها الإسكان والمسئولون عنه في بلد الخير... وبعد أن سحبت أرضهم الموهوبة بقرار جائر... وبعد أن تصدد عنهم الوزراء المكلفون بحل هذه المشكلات... وبعد أن نسي الإنسان الشبعان أخاه الجوعان.. جاءت رحمة الله سبحانه وتعالى في شكل جائزة تسحب، وتعطي هذه العائلة الفقيرة ما لم يكن في الحسبان...

من الذي يصدق بأن عائلة تسكن في غرفة صغيرة وفي بيت أحد المحسنين، تربح يختاً وسيارة وبيتاً ومالاً؟... من الذي يصدق بأن بنت العائلة وأمها يتفقان (ومن دون علم الزوج) بإجراء مكالمة واحدة فقط للدخول في مسابقة السحب؟... من الذي يصدق بأن ما يملكه رب العائلة هو فقط خمسة دنانير، وأن كلفة المكالمة هي نصف هذا المبلغ؟... من الذي يصدق هذا غير المؤمن بالله... وسعت رحمته السماوات والأرض؟...

الله جل وعلا... لا ينسى عباده المؤمنين الذين يرفعون أياديهم إليه بالدعاء وطلب الرحمة وطلب الستر من الخالق، عندما لا يجدونها عند المخلوق... وهذه العائلة الفقيرة والمعدمة عندما رفعت يديها إلى السماء، وقالت: يا رب... جاءتها الرحمة، وأنصفها الله لتكون عبرة للمسئولين الذين يتناسون عباد الله المحتاجين... ويغلقون عليهم المكاتب الفخمة... ويضعون من أمامها مديري المكاتب والسكرتاريين الذين لابد أن يكونوا أصحاب مواصفات خاصة في النفاق، واللف والدوران... ويملكون، ويملكون... وما كل ما يملكون هو ملك لهم... وإنما هو ملك لرب العباد أنزله إلى الأرض لتستفيد منه شريحة كبيرة من الناس المحتاجين... وهم محاسبون عليه في يوم الحساب... فأين سيكون المفر؟...

اليوم يوجد الكثير من العوائل البحرينية... الغنية النفس، والفقيرة الموارد... بعضها نعرفه، وبعضها لا نعرفه... وغالبيتها تخجل من الإعلان عن نفسها ومد يدها... وهذه العوائل (مع الأسف) هي موجودة في بلاد الخير... مملكة بوسلمان.. ولكنها معدمة، بما يعني أنها بلا مسكن أو مأكل أو ملبس... وبعض من المسئولين الذين وثق فيهم جلالة الملك المعظم، وأعطاهم الصلاحيات، وسخر لهم الموازنات اللازمة، لم يكلفوا عناء نفسهم حتى بمقابلة أفراد هذه الأسر والاطلاع على أحوالهم، ولم يفكروا حتى بإيوائهم في سكن مؤقت... مع أنهم مسئولون عنهم مسئولية كاملة أمام الله سبحانه وتعالى... وهم سيساءلون يوم الحساب، فأين المفر؟...

الآن، هذه العائلة المعدمة حصلت على الحلول المناسبة لمشكلاتها... والحلول جاءت من الخالق الكريم الذي جعلها على شكل ضربة حظ في سحب على رقم، ولم تكن للإنسان أية يد في ذلك الحل... ونحن جميعاً نعرف أن هناك الكثير من العوائل البحرينية المعدمة، والتي تعاني مثلما عانت هذه العائلة... وربما أكثر... ويجب ألا ننسى العائلة (الكبيرة العدد) التي نشرت صورتها منذ يومين وهي تفترش الأرض، وتسكن في الشارع، ولا يقيها من حرارة الشمس سوى كيس بلاستيكى كبير مربوط في الجوانب... فأين هي الحلول لهذه العوائل؟... وهل عليها الانتظار إلى أن يحين الفرج بضربة حظ؟... أم أننا لابد أن نذكّر بأن من فرّج كربة عن مسلم فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة... وما أكثرها...

لدينا الكثير من الخير في بلادنا... بلاد الخير... ونحن لا نطلب أكثر من عمل لجنة منفصلة وغير تابعة لأية وزارة أو جهة حكومية، حتى لا تموت مثلما ماتت عدة لجان من قبلها... وتكون لدى هذه اللجنة مخصصات وموازنة معينة ومستقلة، وفي يدها الصلاحيات اللازمة لحصر الأسر المعدمة... ولا نقول الفقيرة حتى لا تكبر المساحة... ثم تكون عندها الإمكانات، إما في الحلول السريعة والمؤقتة، مثل تأجير المسكن... أو في الحلول الدائمة والناجعة، مثل التوظيف وبناء المسكن اللائق...

وآخر الكلام هو: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1283 - السبت 11 مارس 2006م الموافق 10 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً