إذا لم ينجح المشاغبون من الطلبة في تطفيش المدرسين، فربما تنجح وزارة التربية في ذلك، لأن المسئولين في الوزارة الذين يتلخص عملهم في حل الكلمات المتقاطعة، والتفنن في شرب الشاي والقهوة بعد تناول التمر المحشو بالبندق، ليس لهم شغل إلا البحث عن قوانين وضوابط وقرارات يلفونها حول رقبة المعلم حتى يتعلم جيدا كيف ينصح أبناءه بعدم امتهان مهنته !
آخر هذه الضوابط الاصطفاف في طابور أطول من طابور الطلبة خلف نافذة مقصف الفسحة، حتى يسجل لهم الحاسب الآلي توقيت دخولهم وانصرافهم، ولن يتردد هذا الحاسب عن احتساب الدقيقة، وسيسأل المدرس بوقاحة غير متناهية «أذكر سبب التأخير»! وقاحة لا يتمثلها بشر لذلك لجأت الوزارة إلى حاسب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة!
كاد المعلم أن يكون رسولا ! بيت على المعلم أن يحفظه طلبته وليس على المسئولين في الوزارة فهمه أو حتى تذوقه ! ولا أعني من كل ذلك ترك الحبل على الغارب، ولست ضد الانضباط حتى لا ترد علي الوزارة برد ملحمي يشرح فلسفة الانضباط والالتزام بمواعيد العمل، ما أعنيه أن للمدرس مكانة خاصة يعرفها كل البشر إلا وزارة التربية، وهل لها أن تزودنا بالتسيب الذي يتوقع حصوله بدون الحاسب الآلي
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1276 - السبت 04 مارس 2006م الموافق 03 صفر 1427هـ