اجتماع الزعماء اللبنانيين بمختلف توجهاتهم السياسية ودياناتهم ومذاهبهم على طاولة واحدة لبحث هم و«مستقبل» الوطن، يعد على حد ذاته انتصاراً وخطوة مهمة لا يمكن إغفالها مهما تخرج عنه من نتائج. ويزيد من أهمية هذا الحوار الأول من نوعه بين اللبنانيين كونه يجئ من دون رعاية سورية أو عربية أو دولية منذ اندلاع الحرب الأهلية بين الأعوام 1975 و1990.
ويهدف هذا الحوار اللبناني- اللبناني إلى مناقشة مسائل خلافية تتمحور بشأن العلاقات المتدهورة بين لبنان وسورية من جهة، ونزع سلاح حزب الله وتنحية رئيس الجمهورية أميل لحود من جهة أخرى. وهذه المحاور من الصعوبة بمكان حلها من دون تقديم تنازلات من الأطراف المتباينة التي تشارك في الحوار من دون تفريط في معاني الوطنية التي يجب أن تكون صمام الأمان لكل نتائج هذ الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مشكوراً.
يذكر أن مؤتمرات الحوارات اللبنانية خلال سنوات الحرب كانت تتم برعاية سورية - عربية ودولية وخارج لبنان وأبرزها مؤتمر الحوار الوطني في جنيف العام 1983 ومؤتمر لوزان الذي تلاه العام 1984.
وبعد ذلك، عقد اجتماع في دمشق العام 1985 ونتج عنه «الاتفاق الثلاثي» بين الميليشيات وأخيراً مؤتمر الطائف (السعودية - 1989) للوفاق الوطني الذي وضع حداً للحرب الأهلية واعتمد في كتابة الدستور اللبناني.
وعقب تلك الحقب لم تستطع أية حكومة لبنانية أن تتخذ قراراً يهم الوطن اللبناني إلا بالرجوع إلى تلك الأطراف للتشاور والتفاكر كما كان يقال عندها، حتى صار لبنان وكأنه بلد بلا هوية ولا إرادة، وعليه فقد حانت ساعة أخذ الأمور في زمام اللبنانيين أنفسهم ليحملوا بالتالي مسئولية كل القرارات التي يتخذونها لما فيه صالح الشعب اللبناني والوطن والأمة العربية.
إبراهيم خالد
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1275 - الجمعة 03 مارس 2006م الموافق 02 صفر 1427هـ