جبتك يا عبدالمعين (رياض) تعيني... لقيتك يا عبدالمعين (مدرب المنتخب) تنعان... هذا أحلى وصف ممكن أن يطلق على مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم... رياض الذوادي... لكن مسكين المدرب لأن الذنب مو ذنبه... الذنب أكبر من أن يتحمله المدرب لوحده... ومسكين اتحاد كرة القدم لأنه أيضاً ليس هو المذنب الوحيد المتسبب في تراجع مستوى منتخبنا الوطني... على أساس أن التراجع في المستوى شمل (تقريباً) جميع ألعابنا الفردية والجماعية... هذا إذا استثنينا لاعبي الألعاب الفردية المجنسين...
مسكينة هي اللجنة الأولمبية... لأنها ليست المذنبة الوحيدة والمتسببة في تراجع مستويات العطاء لجميع اتحاداتنا الرياضية... وحتى المؤسسة العامة للشباب والرياضة... هي أيضاً مسكينة... ليس لأنها غير مذنبة ومسئولة عن هذا الانحدار الخطير لعموم الرياضة في البحرين... لا... ولكن لأنها عملت ذلك من دون قصد... ولم تجد من يأخذ بيدها ويعلمها الطريق الصحيح الذي فيه خير لها... وخير لوطنها.
الآن... في مملكة البحرين... كم عدد المواطنين المتابعين لكرة القدم؟... وكم عدد المواطنين المتابعين لعموم الألعاب الرياضية؟... وكم عدد المواطنين المهتمين بالنتائج التي تحققها الفرق الوطنية المشاركة في البطولات الخارجية؟... كم منهم يستاء عند الخسائر؟... وكم منهم يفرح عند الفوز؟... هل يعتقد المفكرون والسياسيون والحزبيون بأن التفوق الرياضي الإقليمي والعالمي فيه الكثير من الخير لمملكة البحرين؟... ولماذا؟... هل يعتقد كبار التجار وأصحاب المصانع في البحرين بأنهم سيحصلون على الكثير من المردود المادي عندما يقدمون الدعم المادي للرياضة؟... هل يعرف المسئولون في البحرين بأن الدعم الكبير والمنظم للرياضة سيحل الكثير من المشكلات الأمنية والاقتصادية؟.
هذه الإحصاءات هي بداية الواجب الرئيسي للمؤسسة العامة للشباب والرياضة... ثم... وإذا أجرتها بالشكل الصحيح وبواسطة فريق عمل جيد ومتخصص تأتي الواجبات الأخرى... والتي من ضمنها عمل دراسة شاملة ومتكاملة عن فائدة الدعم المادي والمعنوي من القطاع العام، ومن القطاع الخاص، ومن الحكومة نفسها للرياضة بشكل عام.
إن توسيع وتكبير قاعدة المهتمين والمتابعين للشئون الرياضية لا تأتي اعتباطاً في بلد يسمي أعضاء مجلس نوابه كرة القدم... التمبة... ومن الواجبات الأساسية للمؤسسة العامة للشباب والرياضة هو نشر الفكر الرياضي السليم في عموم أرجاء البحرين... ومن ثم تعريف المجتمع ككل بفائدة تقديم الدعم المادي (بسخاء) للرياضة بشكل عام.
الطريقة التي ذهبنا بها للكويت كانت مؤسفة من جميع النواحي... وكل من شاهد منتخبنا (حتى قبل أن يلعب) عرف بأننا لا نقدم له الدعم المطلوب... وهو فقير من الناحية الفنية، وفقير جداً من الناحية الإدارية... وهذه الحال تنطبق أيضاً على كل من شاهد منتخبنا لكرة اليد في البطولة الآسيوية الأخيرة، مدرب مسكين لا حول له ولا قوة، ورئيس وفد همومه في لمنشآت الرياضية وتسجيل الأراضي التابعة للمؤسسة.
ونحن الآن... توجد لدينا فرصة جيدة... بل ممتازة... للنهوض بالرياضة في البحرين... ويتطلب من المؤسسة فقط قليلاً من الإصغاء للغير والأخذ بوجهة نظرهم... التي هي في النهاية تصب في المصلحة العامة للبلد وللشعب... مع التأكيد على أن ما يريده المسئولون عن الرياضة هو نفسه ما نريده نحن... ولكن مع اختلاف بسيط في وجهات النظر... والاختلاف عادة لا يفسد للود قضية.
الفكر الذي نحن نتبناه هو فكر بسيط وغير معقد... وفيه الخير الكثير للتجار الذين يعانون الأمرين من الضغط المتواصل عليهم من قبل وزارة العمل لتشغيل أكبر عدد ممكن من الأيادي البحرينية... إضافة إلى الضغط المادي عليهم بسبب ارتفاع الكلفة النهائية لكل عامل أجنبي يعمل في شركاتهم أو في مصانعهم... وكذلك المساهمة المادية المطلوبة منهم في مشروع التدريب المهني... وبالطبع كل هذه الأمور تساهم في جعل المنتج البحريني غالي وعالي الثمن... ولا يمكن أن ينافس المنتجات الشبيهة له والمصدرة من الدول الخليجية الأخرى... ولذلك من الصعب بيعه في الأسواق القريبة أو البعيدة... إن لم يكن من المستحيل... وإذا أوجدنا الحلول المناسبة والمبتكرة للتجار لسحب الفائض البشري في سوق العمل واشغاله بالرياضة، فهم بكل تأكيد سيكونون من أوائل المساهمين للمشروع.
وحتى الوزارات الحكومية ستكون مسرورة بالحلول التي نطرحها... نحن فقط نريد أن نساعد... فهل من آذان صاغية
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1275 - الجمعة 03 مارس 2006م الموافق 02 صفر 1427هـ