انتفاضة التسعينات قلبت الموازين وأدت إلى إحداث تغييرات على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ظهرت نتائجها مع مطلع العام 2000، إلاّ ان هذه النتائج لم تنعكس إيجابيا على من ضحى وعانى في تلك الانتفاضة، بمعنى أن من سجن وعذب وشرد وجاهد من أجل الإصلاح، لم يحصل على شيء من المكتسبات، وإنما جناها آخرون حتى على مستوى المشاركة السياسية التي قاطعتها الجمعيات الأربع، فارتقى مقاعد البرلمان متسلقون ومتملقون وغير متملقين. هذا المشهد شاركت في جزء منه جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، من دون الدخول في إشكال المشاركة والمقاطعة. «الوفاق» قد تعيد الكرة نفسها من جديد بشأن مرشحيها للانتخابات البرلمانية والبلدية المقبلة، وقد يرتقي على ظهرها كثير من المتسلقين والمتملقين طمعاً في الوصول إلى الكرسي وليس حبًّا في خدمة قواعد «الوفاق» وعموم المواطنين. رسالتي إلى «الوفاق» عدم تكرار الخطأ، وعدم إعطاء الفرصة لهؤلاء المكشوفين للجميع بأن أنظارهم على الكرسي النيابي أو البلدي فقط. رسالتي لـ «الوفاق» هي أن تعطي كل ذي حق حقه، فهناك من خدم بصدق وسعى ويسعى إلى أن يخدم بصدق بعيدا عن الشهرة والأضواء.
لقد أصبحت يا «وفاق» مطمع كل طامع، وكل من يريد الوجاهة والمنصب، فلا تكوني جسرا لهم. استيقظي من نومك فهناك من يريد أن يمتطي ظهرك. انتبهي فهناك من هم أحق بالعمل وتحمل المسئولية.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1274 - الخميس 02 مارس 2006م الموافق 01 صفر 1427هـ