قبل أكثر من ثمانين سنة وتحديدا في يناير/كانون الثاني 1921م تم تعيين معتمد سياسي بريطاني جديد في البحرين هو الميجر كلايف كيركباتريك ديلي خلفا لسلفه الميجر هارولد ريتشارد باتريك ديكسون، وليس اسوأ على الذاكرة البحرينية مع المعتمدين السياسيين، أن تتذكر (الميجر ديلي)، فقد كان فظا غليظ القلب، وتسبب في نفي عدد من رجالات البحرين الى الهند وترحيل عدد من رجالات الفكر والأدب من العرب الذين قدموا إلى البحرين في مدارسها الاولى، وآل به الامر ان تعيده بريطانيا اليها بعد ان اصيب بطلق ناري في اذنه في قلعة الديوان بالمنامة في يوم الاربعاء 4 اغسطس/آب 1926م (خطأ أو قصدا) وقد ابعدته عن البحرين في سبتمبر/أيلول 1926م.
غير انه من الحسنات القليلة التي يذكر بها المعتمد البريطاني في البحرين هو (قانون الغوص) الذي وضعه، وقد حاولت حكومة البحرين ان تضع اصلاحات على نظام الغوص وتجارة اللؤلؤ بقصد منع الاستغلال الأبدي للغواصين من قبل النواخذة ووضع حد لديونهم الابدية للنواخذة وكذلك لإلغاء الدين عن ابناء الغيص في حال وفاته، وكذلك لتدقيق حسابات النواخذة ومراجعة عمليات بيع اللؤلؤ.
وقد ووجهت تلك الاصلاحات بمعارضة شديدة ورد فعل عنيف، ليس من قبل النواخذة والتجار فقط، وانما من قبل الغاصة انفسهم الذين ساور قلوبهم الشك في ذلك القانون وتلك الاصلاحات، ما تسبب في عصيان من قبل الغاصة قاموا به مرتين واضربوا عن العمل وتطور الأمر إلى سلب سوق المحرق في مايو/أيار 1932م أي قبل (الدّخلة) للغوص والتي تكون عادة في مطلع شهر يونيو/حزيران من كل عام.
الإرسالية في البحرين
تفتتح مستشفى في الكويت
قبل اكثر من تسعين عاما وتحديدا في 10 اغسطس/آب 1910م قام طبيب مستشفى الارسالية الاميركية في البحرين آرثر بينيت بزيارة للكويت لشراء قطعة أرض لإقامة مستشفى للإرسالية الاميركية في الكويت على غرار المستشفى الذي تم بناؤه في البحرين قبل ثماني سنوات أي في سنة 1902م، الا ان حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح او مبارك الكبير (حكم بين 1896 و1915م) لم يوافق على طلبه لالتزامه باتفاق 23 يناير/كانون الثاني 1899م مع الانجليز بعدم التأجير او التنازل عن اي ارض من ممتلكاته لدولة أجنبية من دون موافقة بريطانيا، الا ان هذا الطبيب وفي زيارة ثانية له في أواخر هذا العام حصل على موافقة حاكم الكويت اذ وقع في البحرين اتفاق انشاء (المستشفى الاميركاني في الكويت) ففي 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1910م عقد في البحرين اتفاق لإنشاء مستشفى للإرسالية الاميركية في الكويت، وقد وقعها المعتمد البريطاني في الكويت الكابتن (وليام شكسبير وبالتأكيد ليس هو الشاعر المسرحي وليم شكسبير) نيابة عن حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح، كما وقعها نيابة عن البعثة الاميركية كل من الاميركيين موردايك ودكسترا، وقد أصر حاكم الكويت في هذا الاتفاق على ان تكون صفة العمل الأميركي طبية لاتبشيرية اما المعتمد البريطاني في الكويت الكابتن وليام شكسبير فلم يستفد كثيرا من خدمات (المستشفى الاميركاني في الكويت) فقد قتل في معركة جراب في 1915م وهو يقاتل في صفوف الامير عبدالعزيز آل سعود، وعلى أي حال فإن انشاء مستشفى آخر للإرسالية الاميركية في الخليج يعتبر انجازا عظيما لتلك الارسالية التي جعلت من البحرين منطلقا لها الى سائر مدن وقرى الخليج
العدد 127 - الجمعة 10 يناير 2003م الموافق 07 ذي القعدة 1423هـ