اتصل مرزوق بأحد الأشخاص الذين لهم خبرة في بعض أنواع البشر الموتورين الذين ينامون النهار ويسهرون الليل، يمسكون بأقلامهم وهم مملوءون حقدا على غيرهم من الناس، معتبرين أن الله خلقهم وفضلهم على غيرهم، وأن أولئك الذين يحقد عليهم يجب أن ينتهوا بأية وسيلة كانت، ويجب استغلال أية حادثة للصقها بهم، ويجب تحريض المسئولين عليهم، ويجب شتمهم (قربة إلى الشيطان)، ويجب أن يتم شتمهم ووصفهم بكل الصفات غير الحضارية (لأن الحضارة ملك شخصي له ولأمثاله)، ويجب أن يربطوا بالأجنبي سواء أكان ذلك الأجنبي دولة أم شخصا أم أي شيء آخر... المهم في كل شيء هو تنفيس أمراض وأحقاد لدى هذا الشخص وذاك ضد فئة من المجتمع يعتبرها هذا الشخص وذاك العدوة الأولى والأخيرة والتي يجب تصفيتها بكل الوسائل الإنسانية وغير الإنسانية...
صديق مرزوق: كأنك تصف أحدا يعيش في فلسطين ويكره الفلسطينيين، أو أنك تتحدث عن ميلوسيفتش الذي ذبح المسلمين ودفنهم أحياء...
مرزوق: لا لا لا، لا أقصد أولئك، فتلك حال مشخصة وواضحة لكل الناس في العالم.
صديق مرزوق: هل تقصد الهندوس الذين يريدون تدمير مساجد المسلمين في الهند؟
مرزوق: لا لا لا، لا أقصد الهندوس...
صديق مرزوق: إذا مَنْ تقصد؟ حيرتني؟!
مرزوق: والله أنا محتار أيضا ولا أدري كيف أصفهم!
صديق مرزوق: إذا كنت محتارا في وصفهم، فكيف تريدني أن أكمل الحوار معك حولهم؟
مرزوق: إنهم......
صديق مرزوق: عرفت، عرفت، تقصد قبائل التوتسي والهوتو في البوروندي والدول الإفريقية الأخرى.
مرزوق: لا لا، ما بك، هل جننت وذهبت إلى صربيا والصهاينة والهند وإفريقيا؟ أنا أتحدث لك عن بلادنا الحبيبة البحرين!
صديق مرزوق: مستحيل، لا توجد لدينا هذه الحالات وليس لدينا هذا النوع من الناس أبدا، وحتى الهنود الذين يعيشون بيننا هم أحسن أنواع الهنود، وعلى رغم قسوة الظروف والاعمال المخصصة لهم فإنهم من أحسن الناس لدينا في البحرين، والكل يثق فيهم: الحكومة والشعب والتجار، و....
مرزوق: أرجوك، توقف عن هذا الحديث، فأنا أتحدث عن «ناس موتورين» وقلائل ولا يمثلون أية فئة كانت من أهل البحرين، وهؤلاء تعودوا على بعض الطباع السيئة وغير الإسلامية خلال السنوات الماضية ولم يستطيعوا أن ينعموا بالأجواء المنفتحة البحرينية الحالية، ويتمنون العودة إلى الماضي...
صديق مرزوق: إذا كان لديك كل هذا التفصيل، فلماذا تسألني منذ البداية؟
مرزوق: أسألك لأني كنت محتارا، ولم أدرِ أنك موتور مثلهم
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 127 - الجمعة 10 يناير 2003م الموافق 07 ذي القعدة 1423هـ