هل نستطيع اداء مسرحيات موسيقية؟ إذ اقترح أكاديميون ومفكرون وكتاب عرب أن تنحي صدام حسين عن السلطة يوقف «كارثة» في الشرق الأوسط، مضيفين أنهم يرغبون في عراق ديمقراطي فيه يستطيع مراقبو حقوق الانسان الاشراف على انتقال سلمي للسلطة في الدولة.
وقد حرروا هذا الالتماس في سعي منهم لاحداث تغيير. ويشير الالتماس «ان الاستقالة الفورية لصدام حسين الذي استمر حكمه اكثر من ثلاثة عقود ممثلا كابوسا للعراق والعالم العربي، هي الطريقة الوحيدة لتفادي مزيد من العنف».
وتشمل توقيعات العريضة المحامي الكويتي حسن جوهر، والمخرج السينمائي المصري يسري نصرالله والمدير السابق للعفو الدولية - مكتب بيروت، كامل عبيديه من تونس.
ومن بين الموقعين أيضا اللبناني، شبلي الملاط الذي حاول تقديم رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون إلى محكمة بلجيكا في جرائم الحرب التي ارتكبها في معسكرات صبرا وشاتيلا للاجئين في بيروت في العام 1982 والتي راح ضحيتها 1,700 مدني فلسطيني. ولكن الملاط ايضا صديق حميم لزعيم أثرى المجموعات العراقية المعارضة في الولايات المتحدة، وهو أحمد شلبي. وحين سألته «الاندبندنت» عن علاقته به إذ إنه يواجه تهم فضيحة مالية، جزم الملاط بأن صديقه العراقي لا علم له بهذه القضية. وقال الملاط: «أحمد صديق أنا أفخر به، ولكنني غير متأكد مما إذا سيدعم الالتماس» وأضاف «عادة ما أجد دعما للأمور من قبله، ولكن في هذا الشأن ربما تكون له بعض التحفظات». وكذلك لدى آخرين تحفظات. وقد كتب الناشر اللبناني العريق لثاني أكبر صحيفة في بيروت «النهار» إلى صدام حسين العام الماضي مشيرا إلى أن «الاستقالة» اكثر شرفا من الحرب «إن كانت تجنبنا كارثة وزلزالا يكاد أن ينفجر هنا» وأضاف «يستحق الأمر الاستقالة لأننا لا نريد أن نخضع للمخطط الأميركي الواسع النطاق أو السيناريو الجهنمي».
في الاسبوع الماضي اقترحت حكومات دول عربية خليجية غير مباشرة انه يمكن لصدام حسين أن يقبل بالنفي في دولهم. وفي الواقع، يعتبر هذا احتمالا غير مرجح، إذ أنه بمجرد أن يطاح بالدكتاتور من السلطة يصبح عرضة القانون الدولي واتهامات حقوق الانسان، وتهم جرائم الحرب أو الاغتيالات. ويشير النص الكامل للالتماس إلى ان الاكاديميين «يناشدون الرأي العام في العالم العربي ممارسة الضغط للاطاحة بسلطة صدام حسين ومساعديه المقربين في العراق، من أجل تفادي حرب تهدد شعوب المنطقة بكارثة .... إن الاستقالة العاجلة لصدام حسين هي الطريقة الوحيدة لتجنب العنف، وندعو بطريقة أخرى إلى حكم الديمقراطية في بغداد وإلى وجود مراقبي حقوق الانسان في انحاء العراق جميعها من الامم المتحدة والجامعة العربية وذلك للإشراف على انتقال سلمي للسلطة في الدولة».
ولا يعتقد الملاط ان صدام حسين سيستقيل ولكن «إذا خلقنا جوا بحيث تتوقف هواتفه عن الرنين، ويتوقف مستشاروه عن تلقي الاوامر منه، فلا يهم حقيقة بعد ذلك إذا سلم أولا، فإنه سيفقد السلطة». إنها تبدو خطة رائعة إذا تذكرتم الحقيقة والسيد شلبي.
خدمة «الإندبندنت» خاص بـ «الوسط
العدد 127 - الجمعة 10 يناير 2003م الموافق 07 ذي القعدة 1423هـ