أعلن أطباء الطوارئ الـ 14 الموقعون على طلب النقل من قسم الطوارئ والحوادث - في تطور خطير - عدم مسئوليتهم عن أي خطأ طبي أو وفاة في القسم بسبب عدم وجود استشاريين متخصصين فيه عدا رئيسه نبيل الأنصاري الذي أكدوا عدم إشرافه على علاج أية حالة وعدم مساعدته لهم في علاج الحالات المستعصية، مشيرين إلى أن مسئولية أي خطأ تقع على عاتق الاستشاري، وذلك بحسب ما أفادهم به المستشار القانوني للوزارة.
وحمّل الاطباء وزارة الصحة مسئولية تدهور أوضاع دائرة الطوارئ والحوادث وطالبوها بتحسين ظروف العمل وإرسال الأطباء للتدريب وجلب نحو 12 إلى 16 من الأطباء الاستشاريين للقسم بشكل مستعجل منبهين إلى خطورة القسم بسبب عدم وجود استشاريين متخصصين فيه.
«الطوارئ» دمار شامل
وبين أحد الأطباء المؤسسين لقسم الطوارئ عمادالدين علي عبدالحميد «أن نتائج لجنتي التحقيق في تجاوزات الطوارئ جاءت ظالمة للأطباء، فالوزارة جعلت المشكلة شخصية بين نبيل أحمد ورئيس القسم نبيل الأنصاري متجاهلة نداءات الأطباء في القسم، ولكنني أقول بملء الفم إن المشكلة ليست شخصية ولا زوبعة برلمانية ولكنها دمار شامل داخل القسم والطبيب عند دخوله إلى العمل كأنه داخل إلى جهنم».
واستطرد عبدالحميد: «أنا أسست قسم الطوارئ منذ 30 عاما وطوالها لم يطرق الأطباء أبواب الوزير أو الوكلاء للشكوى والتظلم، واليوم جميع الأطباء مستاءون، اللهم إلا قلة قليلة، وفي ظرف عام واحد فقط حصلت على أكثر من 5 أوراق لفت نظر من الأنصاري من دون سبب ولكن لأحقاد شخصية ومعظم الأطباء تعرضوا لذلك».
وقال عبدالحميد: «من خبرتي في القسم كوني مؤسسا له لا أرى تطوراً فيه، إذ يتم تعطيل 3 أطباء (أطباء التصنيف) في حين يقوم طبيب واحد بمتابعة مرضى الجناح بأكمله بالإضافة إلى متابعة غرفة الإنعاش والأطفال فإذا لم ينهر الطبيب جسديا سينهار نفسيا، وإذا لم تكن للأنصاري رحمة بالأطباء فلتكن له رحمة بالمرضى، كما انه سلط الأطباء على بعضهم من خلال جعل بعضهم يجمعون اوراق بعض ليتصيد عليهم الأخطاء، فالأطباء في الطوارئ يعملون تحت التهديد». وأضاف«ان التطور في أية مؤسسة سببه الموارد البشرية فيها، لذلك يجب تطويرها، ولا أعرف كيف يمكن أن يطور أطباء الطوارئ وهم مدمرون جسمياً ونفسياً، كما أن الأنصاري مزق العلاقات بين الأطباء مع بعضهم وفيما بينهم وبين الممرضات والكتاب والمرضى».
مسلسل النقل والاستقالة
وعلى الصعيد نفسه أكد الأطباء أن هناك تسعة أطباء طوارئ آخرين خرجوا من القسم بسبب سوء الإدارة والمعاملة وبيئة العمل غير الصحية وإهمال تدريب الأطباء وتطويرهم، منهم طبيبة استقالت وستة أطباء انتقلوا لقسم آخر وطبيبان هربا ولم يرجعا من دون إنهاء إجراءاتهما الرسمية، وهناك خمسة أطباء بحرينيون يؤيدون سياساته على رغم علمهم بأخطائه و2 جدد لا يعرفان طبيعة الأمور في القسم، لافتين إلى أن هناك أطباء طوارئ لم يوقعوا الرسالة المرفوعة لوزيرة الصحة ندى حفاظ لطلب النقل بسبب خوفهم من أن يتعرض إخوانهم العاملون في الوزارة للمضايقة بسبب ذلك.
وأضاف الاطباء «جددت الوزارة عقد طبيب الطوارئ حسين فتحي الذي وقَّع ضد الأنصاري من أجل أن يسحب توقيعه على الرسالة الموجهة للوزارة ضد الأنصاري»، مشيرين إلى أن الأطباء الأجانب ممنوعون من توقيع العرائض وهناك بيان رسمي من مسئول التمريض عبدعلي الخنيزي يمنعهم، كما يتم إنهاء عقودهم إذا أقدموا على ذلك.
إنجازات القسم لمن؟
وانتقد الأطباء سياسات الوزارة من عدة جوانب واستغربوا من نسبة جميع إنجازات القسم لرئيسه نبيل الأنصاري وحده في الوقت الذي يعملون فيه جميعاً ساعات عمل غير قانونية، إذ يجبرهم على العمل 12 ساعة متواصلة، بالإضافة إلى أنهم يعملون في أيام إجازتهم السنوية ليسدوا نقص الأطباء في القسم، وقالوا: «أية كلمة إنجازات يجب أن ترجع للأطباء».
وتحدث محمود الفردان قائلاً: «عاينت 79 مريضاً في القسم بتاريخ 15 فبراير/ شباط ،2006 بالإضافة إلى قيامي بتصنيف المرضى الباقين، فهل هذا من إنجازات نبيل الأنصاري؟ لكنه كافأني بإعطائي لفت نظر لأني تأخرت عن الدوام 5 دقائق على رغم انني اتصلت مسبقاً ووضحت ظروفي، كما انه يطلب من مسئول النوبة كتابة لفت النظر لإخلاء نفسه من المسئولية، وهو يتخذ من ذلك أسلوباً وقائياً ليحمي نفسه»، مضيفاً «كانت تصلني رسائل شكر ومنذ أن وقعت الرسالة المرفوعة لوزيرة الصحة لطلب النقل حصلت على 3 رسائل لفت نظر».
من المسئول؟
من جهته قال محمد العصفور: «تركت الوزارة القسم يعمل 30 عاماً بالخبرة، وتمر على أطباء الطوارئ حالات تحتاج لقرار استشاري متخصص مثل جلطات القلب والحوادث الخطرة، وتدخل الطوارئ يوميا نحو 1000 حالة 20 في المئة منها خطرة وتحتاج إلى إدخال سريري وقرار حاسم بشأن العلاج الملائم للحالة، فمن المسئول عن حياة المرضى في ظل عدم وجود استشاريين؟ تهمنا مصلحة المرضى وحياتهم فمن المسئول؟»، منبها إلى أنه من حق المرضى الذين تعرضوا لخطأ طبي رفع قضايا في المحكمة.
على صعيد متصل ذكرت سناء الخواجة إن «أربعة أطباء أنهوا امتحانات المجلس العربي بنجاح ونحن الآن مؤهلون لدراسة التخصص في طب الطوارئ ولكن الأنصاري يريد أن يعيد تقييمنا، لماذا؟ هل يشكك في المجلس العربي أم إنه يريد أن يستفرد بالقسم؟».
وختم الأطباء حديثهم بالقول: «لا يوجد خلاف شخصي بيننا وبين الأنصاري ولكنه خلاف مهني، وجاء الأنصاري إلى رئاسة القسم في وقت يسنده فيه جميع الأطباء وأخذ فرصته خلال عامين والوضع كما هو عليه».
العدد 1266 - الأربعاء 22 فبراير 2006م الموافق 23 محرم 1427هـ