تكثر هذه الأيام الدعوات لوضع دراسات مستقبلية بشأن الأسرة البحرينية، وقد عمت البحرين في الآونة الأخيرة موجة من تلك الدراسات. استوقفتني في هذا الصدد دراسة نشرتها صفحة الإذاعة البريطانية على الويب. دراسة مفصلة عن كلفة الطفل البريطاني منذ لحظة ولادته حتى بلوغه سن الثامنة عشرة. وتلك هي التي يفترض أن يبدأ فيها الشاب البريطاني في الاعتماد ولو نسبيا على نفسه. حرصت الدراسة على أن تكون بياناتها ليست مقتصرة على الضروريات فحسب، وإنما تلك المصروفات التي باتت من المسلمات في صفوف الأسرة البريطانية بما فيها تلك الأسر ذات الدخل المتوسط.

ومما يثير بعض علامات الاستفهام هو أنه وحسب ما جاءت به الدراسة فإن نفقات الابناء في سن السادسة عشرة اعلى من اي سن آخر.

وبحسب هذه الدراسة، التي اعدتها شركة «ماسترو» ومجلة «دائرة الاسرة» فان متوسط كلفة ابن او ابنة في الـ 16، بما في ذلك الطعام والملابس والتعليم والهوايات، تبلغ نحو 64 جنيها استرلينيا في الاسبوع. أي أن الكلفة تبلغ حوالي 3500 جنيه استرليني سنويا.

وبخلاف ما قد يتوقعه بعض الآباء، يأتي في المرتبة الثانية من حيث الكلفة الابناء في سن 11 عاما و15 عاما، حيث تبلغ متوسط نفقات الاسبوعية 62 جنيها استرلينيا.

وشملت الدراسة 1079 من الآباء والامهات، وانتهت الى ان متوسط تربية طفل في بريطانيا من لحظة ميلاده حتى سن الـ 18 يبلغ اكثر من 43 ألف جنيه استرليني.

وقالت نسبة 54 في المئة ممن شملتهم الدراسة ان كلفة تربية الابناء اعلى مما توقعوا، ومع ذلك فان الغالبية (بلغت 96 في المئة) قالت انها غير نادمة على قرار الانجاب.

وقال مدير التسويق في شركة «ماسترو» نيجل تيرنر ان هذه الارقام توضح ضرورة قيام الآباء بالتخطيط بعناية لمواجهة نفقات الابناء التي من الواضح انها تتزايد مع نضجهم. واوضحت الدراسة ان الكلفة الأكبر للاطفال هي الطعام، يليها الملابس ثم الهوايات.

ويتوقع نحو ثلث الآباء الذين شملتهم الدراسة الا يتمكن ابناؤهم من ادارة شئونهم المالية بانفسهم عندما يبلغون سن الـ 18.

ويتوقع 70 في المئة من الآباء ان يساعدوا ابناءهم على شراء اول سيارة، وان يتحملوا نفقات تعليمهم الجامعي.

ولا يقتصر الأمر عند الطعام والملابس والهوايات والتعليم، إذ إن نحو نصف الآباء المشاركين في الدراسة قالوا انهم يتوقعون ان يساهموا في كلف شراء أول مسكن لابنائهم