العدد 1261 - الجمعة 17 فبراير 2006م الموافق 18 محرم 1427هـ

لن نتعاطف معه... ولا مع الشماتة!

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

لن يتعاطف شاعر، أو قارئ مع «سارق» لجهد شاعر آخر، ولكننا أيضا لن نتعاطف مع كاتب أو صحيفة تمعن حد العظم في فعل وخُلُق الشماتة، لأنه ليس من المُحرّض عليه في ديننا وأخلاقنا.

أن يبدأ محرر للتو أتيحت له فرصة الظهور، بعد أن عجز عن تحقيق أدنى إنجاز على مستوى الشعر، فذلك أمر يبعث على الشفقة على المحرر أكثر من التفكير في التعاطف مع المتورط في موضوع السرقة.

ذلك يعود بي الى الذاكرة قبل 22 عاماً، حين تم اكتشاف سرقة تورط فيها أحد كبار كتّاب القصة القصيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان واحدا من الأسماء الفاعلة. كنا وقتها حديثي عهد بالمهنة، ولكننا تعاملنا بحرفية، اعتقد انها عالية في التعامل مع تلك القضية، ولم نعمد الى أية حال من التشفي والإثارة والشماتة فيما تناولناه في عرضنا للإثباتات والأدلة، بل تعاملنا معها بمسئولية، لأن المتورط في هكذا وضع لن يتخيل قط أن يتم التعامل معه بشكل طبيعي، وبثقة لا لبس فيها، ومن حق الصحيفة أو المجلة أن توقف التعامل معه بغض النظر عن بقاء واستمرار المحرر في الصحيفة، وذلك موقف مبدئي وإن تم الاعتذار.

ولكن أي سبق وفتح وانجاز يمكن تسجيله، حين يتم نشر رسالة الاعتذار بخط يد المعنيّ بالأمر في الصحيفة نفسها؟ أهو إمعان في الإذلال؟ أهو إمعان في «نفش الريش» وسكرة طائشة ومأخوذة بنخب الانتصار؟ انتصار المصادفة؟

أكرر للمرة الألف: ليس تعاطفا مع المتورط في قضية السرقة، و «الوسط» لن تتعامل مع من ثبت تورطه في هكذا قضية، ولكننا لن نعمد في ظل سكرة النصر العابرة - وبالمصادفة - الى جعل المتورط وقوداً لنار وموضوعة الإثارة، لأن ذلك ليس هو المغزى من وجودنا أساسا، وليس هو الهدف من تصدينا لمهنة بهذا القدر من المتاعب. ثم ان السرقة الأدبية خصوصا تكشف عن مأزق حياتي ووجودي وإرباك على مستوى التعاطي مع ما ينتجه الآخر، في الوقت الذي يشعر فيه المتورط بحال من الدونية، أو حال من الرغبة في حرق المراحل في الإنجاز وإن كان على حساب جهد وعرق كثيرين.

طوال شهور، ظل المتورط في الأمر يبعث إلى «الوسط» بعدد من القصائد، ووقتها تم رفض ثلاث من أصل 5 قصائد، لعدم توافرها على الشروط الضرورية لبنية القصيدة واشتراطاتها، وظلت القصيدتان اللتان تم نشرهما - أو الثلاث - بحاجة الى اخضاع وترميم على مستوى الوزن والكلمات، من دون أن تتم الإشارة الى تفاصيل الترميم في مقدمة القصائد، الا بما يلمّح الى جوانب الوهن في القصيدة، ولسبب بسيط: لا أحد يبدأ كبيرا ولو بدأ الشعراء جميعهم كبارا، لما كان للشعر والنقلات النوعية فيه أي معنى يذكر.

أول النص

متحنّي بْطيفك

ها لفتنة العميا!

وش باقي منّي؟

يا غير تحضنّي

والعن أبو الدنيا!

يا سيدي هذا الحضور

اللي ارتبك به كم فضا

وكم وقت كم معنى؟

حتى البعيد أصبح معك

أدنى من الأدنى!

ليه الغرور؟

عندك شعور وْلي شعور!

الفرق انّك تنسج هْدوم الغياب

وانا انسج انسج لي حضور!

ليه وانتي لا همى ثلجك أحسّه حرق حرق؟

كن لاجلك هالحياه اتمازجت: عمر ومنيّه

وان ضوى همّي أشوفك تبدعين الحان ورق

جعل هاك الهم ما عيّن من فراتين ريّه

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 1261 - الجمعة 17 فبراير 2006م الموافق 18 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً