ضرورة الاسراع في بذل السبل كافة من أجل ايجاد حل سلمي للازمة العراقية يجنب العراق حربا محتملة، تأكيدات اتفق عليها عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء التركي عبدالله جول، خلال المباحثات التى أجريت في عمّان اليوم. وعبرا خلالها عن قلق البلدين من تداعيات أي عمل عسكري على الشعب العراقي، ومن خطورة تقسيم العراق. كما تطرقت المباحثات الى العلاقات الثنائية بين الأردن وتركيا وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات
وكان رئيس الوزراء الاردني علي ابوالراغب التقى نظيره التركي إذ جدد موقف الاردن الرافض لاستخدام الاراضى أو الاجواء الاردنية لشن أي هجوم على العراق مؤكدا تمسك الاردن بقرارات قمة بيروت حيال الموضوع العراقي وقال رئيس الوزراء ان «الاردن يرى أن التعامل مع الموضوع العراقي يجب ان يتم في كل الظروف من خلال مجلس الأمن الدولي» معربا عن الامل في ان يؤدي تعاون العراق مع مفتشي الأسلحة الدوليين في النهاية إلى نزع فتيل الازمة.
جول قال في مؤتمر صحافي عقده في عمّان قبيل نهاية زيارته ان جميع الجهود المبذولة حاليا في المنطقة تهدف إلى احراز السلام ومنع نشوب الحرب وحماية المنطقة من اضرارها المتوقعة فيما لو وقعت.
ووصف جول في مؤتمر صحافي عقد اليوم في منزل السفير التركي بعمّان اجتماعه مع جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء بـ «الجيد». وأكّد جول الذى بدأ كلامه بالقول «أود أن أطرح موقفا... موقفنا جميعا حرج» انه في بعض الاحيان يكون القرار «قرار الحرب» قد اتخذ ولكن يجب ان نحاول العمل لاحراز السلام إذ توجد خطوات أخيرة لاحرازه مهما كانت الظروف.
وقال ان الهدف من جولته في عدد من دول المنطقة، هو الاجتماع مع رؤساء هذه الدول لايجاد الحل للمشكلة «العراقية» مؤكدا أهمية «الحلول المشتركة» من خلال الحوار والمساعي المشتركة بين الدول. وزاد «أحب ان اكون واضحا إذ وصلنا لغايتنا خلال زيارتنا هذه» ومباحثاتنا «مع جلالة الملك والرئيسين الأسد ومبارك «وكرر» وجودنا في المنطقة، هدف الى ايجاد الحل النهائي وصلنا الى غايتنا».
وقال رئيس الوزراء التركي ان المشكلة موجودة في العراق ومن المؤمل حلها داعيا القيادة العراقية الى العمل لمنع وجود اسلحة دمار شامل والتعاون بشكل قوي ومؤثر مع الأمم المتحدة «وألا يعتبر الوقت ضمن الامور التكتيكية لانه في حال نشوب حرب فان الامور ستكون وخيمة جدا».
وقال «نحن قلقون مما سيحدث بعد الحرب إذ تم طرح هذا الموضوع في مصر بكثرة ويجب المحافظة على حدود العراق كاملة وعلى ثروات العراق». وقال ان مباحثاته في دول المنطقة التى شملتها زيارته تناولت القضية الفلسطينية «وجرحها الدامي» الى جانب العلاقات الثنائية وسبل تطويرها مع هذه الدول.
الى ذلك توقع جول ان تكون زيارته الى المملكة العربية السعودية مفيدة جدا، وان تكون جميع «جهودنا» لمصلحة عدم نشوب حرب «وان لا تكون اضرارها وخيمة» اذا ما وقعت.
وعن موضوع نفي الرئيس العراقي صدام حسين قال رئيس الوزراء التركي:
«لم نتكلم عن موضوع نفي الرئيس صدام وكل ما تحدثنا عنه هو كيفية تلافي وقوع الحرب» واضاف «نحن مهتمون جدا بالمحافظة على حدود العراق كاملة وعلى ثرواته التى يجب ان تكون للشعب العراقي»
العدد 126 - الخميس 09 يناير 2003م الموافق 06 ذي القعدة 1423هـ