تتعالى البالونات الحمراء وتنتشر القلوب والدمى المعبرة عن الحب ويكسوا اللون الأحمر الأسواق بالملابس والاكسسوارات، وتستعد محلات الورود والهديا لإستقبال العاشقين ذلك للإعلان عن عيد الحب (الفلنتاين). فلم يكن شباب البحرين بعيدون عن هذه الإحتفالية بل أن فئة ليست بقليلة تنتظر هذا اليوم بكل شغف لتعبر من خلالها عن مشاعرها، فترى التزاحم على المحلات المسوقة لوسائل التعبير عن هذا اليوم وتحضر المقاهي الشبابية كل ما لديها من تجهيزات للاحتفال بهذا اليوم فهو يوم تجاري مهم بالنسبة لها تعمل على استغلاله بتفنن وتجدد دائم لتنافس بعضها بعضاً.
نرى طقوس عيد الحب تتجسد بين الشباب ابتداء من ارتداء اللباس الأحمر وتبادل الورود الحمراء وبطاقات المعايدة والهدايا، ناهيك عن انهاء الخلافات التي قد تكون موجودة بين شخصين (شاب وشابة) محبين والبدأ بصفحة جديدة. والمعروف أن اكثر فئة متعاطية مع هذا اليوم في مملكتنا هي فئة المراهقين غير أن ذلك لا يعني ابتعاد الاخرين عن هذا العيد بل أن هناك شباب ناضج وواع وازواج ايضاً يعترفون بهذا اليوم ويمارسون طقوسه .
تتفاوت أهمية هذا اليوم عند شبابنا فمنهم من يعتبره بدعة من الغرب وتقليداً يتنافى مع عادات وتقاليد مجتمعنا، ومنهم من يراه يوماً غاية في الأهمية للتعبير عن كل ما يلوج في نفوسهم من حب تجاه الاخرين، والبعض لا يعير ذلك أي اهتمام .وما يجب تكريسه هو أن هذا العيد لم يأت فقط لمداعبة مشاعر المراهقين، بل أن الكثيرين في العالم يعتبرون هذا اليوم عيداً يعبرون فيه عن حبهم للوالدين والاخوة والاخوات وعيداً لحب الاصدقاء وحب الوطن وكل علاقة جميلة وصادقة ومليئة بالبراءة تجمع الافراد.
يبقى الأمر الاهم هو كيفية تحول هذا اليوم إلى يوم حب شامل بمضامينه الصادقة تجاه ما يحيط بالفرد، حينما يكون عيد الحب مهيئا للتعبير عن الحب والنفور من أية كراهية في الوطن، حينما يكون عيد الحب نقطة انطلاق لنبذ الطائفية والفرقة، حينما يكون عيد الحب نقطة انطلاق لنشر الألفة بين المواطنين، حينما يكون عيد الحب نقطة انطلاق لتلاحم الشعب والتفافه، حينما يكون عيد الحب نقطة انطلاق لنزع كل الاحقاد واستبدالها بكل الحب، فدعونا نحب في عيد الحب بدلاً من أن نكره.
حسين الحليب
العدد 1256 - الأحد 12 فبراير 2006م الموافق 13 محرم 1427هـ