عالم كرة القدم أشبه بالحياة مليء بالدروس والعبر بمواقفه المتناقضة في الفرح والحزن، والشاطر من يعتبر.

وكأس الأمم الإفريقية التي اختتمت الليلة قبل الماضية في القاهرة شهدت درساً متجدداً في كيفية استثمار عاملي الأرض والجمهور الذي كان سلاحاً قوياً للمنتخب المصري حسم به معركة البطولة الإفريقية. قد لا يكون المنتخب المصري الأفضل فنياً من بعض عمالقة القارة السمراء، وخصوصاً منتخب الأفيال »ساحل العاج« الذي واجهه في المباراة النهائية، ولو أقيمت البطولة مجدداً بعد أسبوع في بلد غير مصر ربما خرج منتخب »الفراعنة« من دورها الأول. ولكن »الفراعنة« نجحوا في التعامل مع ظروف البطولة وتطويعها لصالحهم، وخصوصاً عاملي الأرض والجمهور واستطاعوا أن يعوضوا بها »الفوارق الفنية« التي حدثت في بعض مبارياتهم. لعل درس كيفية استثمار عامل الأرض والجمهور ليكون عوناً للفريق في المباريات والبطولات المهمة هو أبرز ما يجب أن ندركه وتعتبر به الكرة البحرينية التي كثيراً ما سقطت على أرضها في الكثير من المباريات الحاسمة والتاريخية وأبرزها أمام ترينيداد وتوباغو في ملحق مونديال 2006، وأمام اليابان في تصفيات مونديال 2006، وكذلك أمام تايلند والسعودية في تصفيات مونديال 2002. وعلى إثر ذلك تسرب شعور لدى الكثير من الجماهير البحرينية بالخوف عندما يلعب المنتخب على أرضه ووسط جمهوره، فيما يقدم المنتخب أقوى العروض والنتائج خارج أرضه، ما يعني أنه تحول إلى لغز محير يحتاج إلى فك رموزه من قبل المسئولين الإداريين والفنيين عن المنتخب من أجل الوقوف على هذه المشكلة الغريبة، وذلك قبل عشرة أيام من موعد مباراة منتخبنا المهمة مع نظيره الأسترالي على استاد البحرين الوطني في انطلاقة تصفيات كأس آسيا. هل نجد هذه المرة مخرجاً لمعضلة »الأرض« ونكسر حاجزها بعدما مللنا نغمة الضغط النفسي والرهبة جراء اللعب وسط الأرض والجمهور؟