كان أنين ضحايا التعذيب وصراخهم في مسالخ أمن الدولة نغماً يطرب من عاشوا على هدر حقوق الإنسان طوال سنوات قانون أمن الدولة في البحرين، وكانت الآه التي تنبعث تحت سياط الجلادين صوتاً عذباً ترقص على وقعه الكروش المليئة بدماء أكثر من 30 ضحية بينها الرضيع والشاب والشيخ الضرير وحتى المرأة التي دفعتها فطرة الأمومة للتمسك بولدها فضربوها حتى زهقت روحها ومضت شاهدة على حقبة سوداء سواد الليل البهيم.
تلك كانت أجواء أمن الدولة وأيامها الكئيبة ولياليها الحالكة، وهكذا كانت كرامة المواطن رخيصة رخص التراب قبل أن يرتفع سعره، كان ضحايا التعذيب يشربون الموت في كل سويعة استجواب أمام أحد الجلاوزة مرات عديدة.
التعويض المادي هل يمكن أن يسترجع الحياة التي أنهاها الرصاص، غير مكترث بها وكأنها حياة حيوانات ضالة في أزقة الأحياء الفقيرة؟ التعويض هل يمكن أن ينسي «الفيلقة» و «الإنفرادي» «وقلع الأظافر» و«كوي الجلود» وما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر!
كل كنوز الدنيا وخزائنها لا تعوض ألم الروح ووجع الفؤاد وعذاب النفس إلا أن تعويض المتضررين من حقبة أمن الدولة ضرورة لإعادة جزء من كرامة أولئك الضحايا من خلال رسالة تأكيد على جرح لم يندمل، وكسر لم ينجبر ونزف لم يتوقف
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ