بعد القبض على حرامية المصارف البلغاريين... ومعرفة أساليبهم في سرقة الأموال من مكائن الصرف الآلي... اضطرت جميع المصارف العاملة في البحرين إلى تنزيل قيمة أعلى إمكانية لسحب الأموال النقدية من 500 دينار إلى 200 فقط... وفي بعض المصارف 300 دينار... وأصبحت هناك شركة مالية كبيرة هي المستفيد الأوحد من هذه العملية.
المصارف العاملة في البحرين تعطي كل من له حساب عندها بطاقة للصراف الآلي... وهذه البطاقة تعطي صاحبها عدة مميزات... منها السحب في أي وقت، أو معرفة الرصيد المتبقي في الحساب، أو معرفة حركة الحساب لآخر ثلاثين يوماً... ومن الممكن أن يجري هذه العمليات من فرع المصرف الذي لديه حساب فيه، أو من فرع أي مصرف آخر.
هذه العمليات المالية تدار بواسطة شركة... أو عدة شركات... أجنبية تعمل بالتعاون مع المصارف في البحرين... وتستفيد الشركة مبلغ 250 فلساً على كل عملية من عمليات الزبون إذا كان يجريها من مكنة فرع مصرف غير الذي أصدر له بطاقة الصراف الآلي. المشكلة في هذا الأمر أن هناك الكثير من الناس البسطاء... العاملين في القطاع الحكومي العام أو العاملين في القطاع الخاص... وهؤلاء الناس البسطاء لم يوضح لهم أن كل عملية في هذا الجهاز تكلفهم مبلغ الـ 250 فلساً... وهم لا يعرفون الفرق بين استخدام الصراف الآلي الموجود في فرع مصارفهم أو الموجود في فرع مصرف آخر.
هؤلاء البسطاء الذين يتسلمون رواتب بسيطة... وفي آخر الشهر ينتظرون الراتب على أحر من الجمر... يذهبون عادة في آخر كل شهر إلى هذه المكائن، ويضعون البطاقة الخاصة بالسحب ويطلبون النقود... والجواب لا يوجد لديكم مبلغ كاف، وهذا يكلفهم مبلغاً... فيسألون عن الرصيد... وهذا يكلفهم مبلغاً آخر. وبسبب حاجة هؤلاء البسطاء الماسة إلى رواتبهم فإنهم يكررون هذه العملية أكثر من 10 مرات في خلال ثلاثة أيام... والنتيجة هي خسارتهم مبالغ هم في أمس الحاجة إليها... ولا يمكن أن نلوم أيًّا منهم لأنه استخدم مكنة الصرف في مصرف آخر غير المصرف الذي يتحول رواتبهم إليه... نقول لا يمكن أن نلومهم لأنهم بسطاء ولم يتم شرح هذه العملية لهم... وثانياً، من الممكن أن يكون فرع مصرفهم بعيداً ولا توجد لديهم وسائل نقل...
الذي ينظر لهذا المبلغ في أول الأمر يقول إنه قليل جداً ولا يستحق الكلام عنه... ولكن إذا تعمق في الأمر وحسبها جيداً لعموم العمليات المصرفية اليومية والتي تجرى من خلال هذه المكائن الآلية، فإنه سيجدها مبالغ طائلة... وإذا نظر إليها على أساس أنها سحبت من خلال رواتب أناس ضعفاء، وموظفين بسطاء فإنه وبكل تأكيد سيشعر بالشفقة عليهم.
كان لدي نقاش مع الأخ جهاد خلفان... وهو مسئول كبير في المصرف الذي أتعامل معه... كنت أناقشه عن المبالغ التي تخصم على البسطاء جراء استخدامهم هذه المكائن الآلية... هو يقول إن مبلغ 250 فلساً قليل جداً إذا تم قياسه مع ما يخصم في الدول الأجنبية... قلت له ان هذا صحيح، ولكن لا تنسى أن الرواتب لديهم كذلك تختلف كثيراً عن الرواتب في بلادنا والموظفون هناك يتحملون المبالغ... أما عندنا... فالموظف البسيط لا يتحمل. من المصارف العاملة في البحرين أن تعيد النظر في هذه المبالغ... أو على الأقل تصدر نشرة مكتوبة وتوزعها على جميع الزبائن حتى يتم إيضاح صورة الخصم لجميع الموظفين البسطاء لكي لا يخسروا أموالاً هم أولى بها... وعليهم كذلك إعادة النظر في الحد الأعلى للسحب اليومي حتى لا يتعبونا بعدد المرات التي نذهب فيها إلى المصرف.
عندي صديق... أول حرف من اسمه ( عطية )... يقول صديقي إن أحد المصارف اتصل بقريبة له لديها حساب عندهم وطلب منها أهمية الحضور شخصياً... عندما ذهبت إلى المصرف أخبروها أن أحد المواطنين الصالحين وجد بطاقة الصراف الآلي الخاصة بها وأرجعها إلى المصرف... طبعاً هي تفاجأت لأن البطاقة الأصلية كانت في جيبها... والتي لديهم مزورة
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1251 - الثلثاء 07 فبراير 2006م الموافق 08 محرم 1427هـ