العدد 1251 - الثلثاء 07 فبراير 2006م الموافق 08 محرم 1427هـ

الخليج سنة 2016

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

كلا، إنني لن أقوم بالتخريف ومحاولة تنبؤ المستقبل. لكنني سأستخدم بعض التفكير الرباعي الأبعاد (البعد الرابع هنا هو الزمن) وشيئاً من الإبداع لمحاولة تصور ما يمكننا إنجازه في المنطقة ولكن ليس بالضرورة ما سيحصل. فإذا رغبت بأن تبتعد قليلاً عن الوقت الراهن وتتأمل المستقبل، واضعاً إياه بين كفيك، تابع القراءة...

أخيراً توصلت دول مجلس التعاون إلى اتفاق يوحد اقتصادات المنطقة ويحرك العمالة وأموال المستثمرين من دون عقبات. تستقطب المنطقة الكثير من المشروعات بشتى أنواعها وتتنوع مصادر الدخل عبر إعادة هندسة القوانين وتوحيدها في سياق مرتكز على التحريك والإنماء الاقتصادي المشترك بين دول المنطقة. بعض هذه الأمور هي تأسيس مجلس اقتصادي أعلى يترأس الشفافية، الحوكمة والمحاسبة في الجهات الحكومية والخاصة، احتضان عملة موحدة غير مرتبطة بالدولار، وتنسيق استثمارات تشييد وتطوير البنية التحتية على شكل متوازٍ وهادف لتمكين الاستثمارات الصناعية، التجارية والاستهلاكية.

لا نسلم من الكوارث المالية مثل هبوط البورصات بسبب المضاربة المالية والتثمين غير المعقول المبني على أساس الممتلكات بدلاً من الدخل، وحبكة الائتمان بسبب تاريخ الاقتراض الاستهلاكي، لكننا نتعلم بصفتنا مدخرين ومستثمرين ونصبح أكثر نضجاً عبر هذه التجارب. كما أن تطور أسواق الأوراق المالية واتحادها عبر شبكة واحدة يكثر من سيولة التداول وفعالية التثمين. ويلعب القطاع المصرفي الإسلامي دوراً كبيراً عبر تصميم وطرح المنتجات المالية الجديدة للمدخرين والمستثمرين، بالإضافة إلى تطور أسواق الأوراق المالية الإسلامية.

تطور البنية التحتية، وخصوصاً ربط دول المنطقة عبر شبكات الجسور وسكك الحديد التي تساعد في نقل البضائع وتقليل كلفة التوصيل وحتى تحريك العمالة بسهولة، جاعلةً اقتصادات دول المنطقة متحدة على شكل عملي كما هي متحدة على شكل قانوني.

زيادة جودة التعليم، كثرة ريادة الأعمال، وظاهرة الاستثمارات الجريئة (وخصوصاً بعد نضوج الأسواق المالية) في المنطقة تكثر من تنوع الاستثمارات وتأسيس القطاعات الجديدة على مستوى عالمي.

تنوع وزيادة الدخل للمنطقة من الناحية الجغرافية عبر التعاون الاقتصادي مع الهند والصين، وكثرة نماذج التجارة التي تمّكن المستثمرين الخليجيين من اقتباس هذه الأسواق الاستهلاكية الضخمة.

لكن هل من المعقول أن أذكر كل هذا ببساطة وسذاجة؟ فلم أتحدث عن الكثير من الأمور المهمة التي تلعب دوراً كبيراً في تكوين المستقبل. أين السياسة؟ أين الحروب؟ أين المصالح والسياسة الخارجية الغربية؟ أين المصالح الشخصية؟أين مشكلة التفاهات التي تهدر وقت النواب؟

يمكنني القول بأن المساحة لا تمنحني التطرق إلى هذه الأمور، وهذه الأمور مهمة بلاشك، ولكنني سأكتفي بالقول بأنني كنت أتحدث عن المستقبل، ليس عن الحاضر!

العدد 1251 - الثلثاء 07 فبراير 2006م الموافق 08 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً