العدد 1251 - الثلثاء 07 فبراير 2006م الموافق 08 محرم 1427هـ

انهم يرفعون ناصيتك إلى السماء

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

أخطأ هؤلاء الأغبياء من الصحافة الدنماركية عندما اساءوا للرسول (ص)، لست مسكونا بنظرية المؤامرة لكن اتمنى أن لا تكون هناك أيد عالمية تسعى لخلط الأوراق وتوريط الدول الاسكندنافية مع المجتمعات الشرقية باعتبار ان الأخيرة تتسم نسبيا بالاعتدال مع القضايا العربية.

اقليمياً يجب ان لا تجرنا بعض الدول الشمولية إلى اجندتها لتخلط علينا الأوراق فتستغل الحادثة في قضايا عنف او احراق سفارات وما إلى ذلك. دان اللجوء إلى العنف والتكسير كتعبير يزيد ملف القضية ضعفا ويكون الضحايا من الجميع.

الكاركاتير لن يضعف هيبة الرسول (ص) ولن ينال من شخصيته بل سيأخذ بناصيته إلى السماء، دعونا نقرأ التاريخ كيف حول الرسول الوحوش الآدمية في صحراء قريش إلى عمالقة في الفكر.

في سنن النسائي (ج5 ص167) يذكر حادث سهيل بن عمر في واقعة الحديبية عندما جاء ليفاوض الرسول، فلما جلس وضع ركبته على صدر النبي وأمسك لحيته بيده وراح يهزه هزا ويقول له: يامحمد، والنبي ساكت والصحابة واضعون ايديهم على مقابض سيوفهم يريدون ان يضربوه وهو يشير اليهم الا يفعلوا...الخ، وفي يوم الفتح يقول سهيل: انقمعت في بيتي وأرسلت ابني عبدالله يأخذ لي الأمان من محمد فأجاب الرسول لابنه عندما ذهب له: نعم له الأمان. يقول سهيل : ماتركت سوءاً الا اسأت به إلى محمد. وبعد فترة حسن اسلام سهيل بسبب اخلاق محمد كما تذكر كتب التاريخ.

كانت البداوة متأصلة فيهم يراهم مستلقين على بطونهم ويلعبون بأرجلهم وذات يوم لقي الرسول اعرابي فأمسك الرسول من تلابيبه، ثم قال له: بعتك فرساً ولم تدفع لي الثمن ...الخ. وتروي كتب التاريخ ان ابا جهل كان يأمر جاريته بالقاء الفرث ودم الذبيحة على ظهر محمد اذا جاء للصلاة وكانت تفعل ذلك، فيذهب إلى فاطمة عليها السلام فتزيلها من على ظهره، ويأتونه من خلف الحجرات وينادونه بكل جفاء: محمد محمد. هو الذي قال: ما اذي نبي كما اوذيت، وكان الأعراب الجفاة يحاولون ان يستهزئوا به بصور مختلفة فيسمعونه الكلمات الغلاظ من قبيل: (آذيتنا بنتن حمارك) او يسمعوا المسلمين الذين معه: (لو طردت عنا هؤلاء العبيد وارواح جباههم النتنة).

السؤال: هل نالوا شيئا من عظمة الرسول؟ من انسانيته؟ من عبقريته؟ بأي شيء قابلهم يوم فتح مكة؟ اذهبوا فأنتم الطلقاء، وبشعار (اليوم يوم المرحمة) اي: يوم الرحمة والسلام والمحبة. وقال: من دخل بيت ابي سفيان فهو آمن.ان الرسول هو رجل السلام وان الغرب لن يجد في كل التاريخ رجلا احب السلام والرحمة للعالم مثل الرسول(ص) وهو القائل: من آذى آدمياً فقد آذاني. كان رؤوفا بأهل الكتاب وكانت رحمته تسع الجميع.

هذه الصحيفة المتهجمة لا نعلم من وراءها فيجب ان لا تقودنا إلى ايقاد حرائق في الأديان، فإن من المسيحيين ومن الغربيين من كتبوا في الرسول كتابات لم يكتبوها حتى في النبي عيسى (ع). يجب ان لا تختزل الشعوب في حكوماتها، ما حتى في الحكومات توجد خطوط سياسية مختلفة وتكتلات مختلفة. مازلت اقول: يجب علينا ان ندرس كيف يتعاطى اليهود مع من يسيء اليهم؟ هنا اضع كتبا للقارئ للرجوع اليها ليرى ان هناك من الغرب من يعشق الرسول(ص):1-الاسلام في الحجاز لغوستاف لوبون2- الابطال: لتوماس كارليل3- حياة محمدلبودلي4- سيرة النبي وتاريخ الاسلام لوليم موير5- محمد لكرين آرمسترونغالخ. ليس شرطاً أن كل ما طرحه هؤلاء الكتاب نوافق عليه لكن في الغالب توجد رؤى غربية منصفة، يقول برناردشو: (لو ان محمدا بعث في هذا العصر الحديث لنجح تماما في حل المشكلات العالمية، وقاد العالم إلى السعادة والسلم).

يا رسول الله ان قلوبنا معك ومع انسانيتك اذ تظلل العالم محبة وسلاما

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1251 - الثلثاء 07 فبراير 2006م الموافق 08 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً