المتابع للصفحات الرياضية في الصحف المحلية يذهل من كم المشكلات الكبيرة التي تغص بها صفحات هذه الصحف والمتعلقة برياضتنا المحلية التي أصبحت في اعتقادي لا تحتمل هذا الكم من المشكلات (كفاية)! مشكلاتنا الرياضية في البحرين متنوعة، من مشكلات اتحادات وأندية وبنية تحتية وصيانة الملاعب إلى مشكلات التحكيم وعزوف الجماهير وتدني مستوى المباريات إلى الانسحابات والتخلفات والمشكلات المالية المزمنة وختاماً بالضرب والسب في المدرجات وداخل مجالس الإدارات! المشكلة لدينا أن الجميع ينتقد الآخر من دون أن يحرك أحد ساكناً لتبديل الوضع، فاللاعبون ينتقدون الحكام ويطالبون بحكام أمثال كولينا مع أنه لا يوجد لدينا في البحرين لاعبون أمثال أدريانو وهنري والقائمة تطول... ومستوى التحكيم هو انعكاس لمستوى الدوري لدينا ولا يمكن تحميل طرف المسئولية من دون الأطراف الأخرى.

الأندية تنتقد الاتحادات وتطالب باتحادات احترافية في العمل في حين ان الاتحادات انعكاس لواقع الأندية. لا يمكن فصل أي طرف من المنظومة الرياضية البحرينية ومقارنته بالخارج، وبالتالي فإن مستوى كل طرف من هذه الأطراف هو انعكاس لمستويات الأطراف الأخرى. الكل يتحمل مسئولية الواقع الرياضي المر في البحرين، والكل كذلك يتحمل مسئولية تطوير هذا الواقع، وإذا تخلى طرف عن هذه المسئولية وألقى باللوم على الآخرين هذا لا يعني أن هذا الطرف يمثل النزاهة والحق والتطور وإنما يدل على أن هذا الطرف هو أساس المشكلة وركيزة من ركائز بقائها واستمرارها. حتى الصحافة الرياضية هي انعكاس لواقعنا الرياضي ولا يمكن مقارنتها بالصحافة العالمية، كما لا يحق لها وحدها انتقاد الآخرين وتحميلهم مسئولية تخلفنا الرياضي وهي جزء من هذا التخلف. جميعنا في قارب واحد ومسئوليتنا مسئولية مشتركة والكل مطالب بالمساهمة في تطوير الواقع بدل البكاء على اللبن المسكوب!