كثير من المواطنين يقومون بادخار اموالهم وتجميعها على مدى سنين بهدف توفير الاموال لأمر كبير بالنسبة إليهم، فالمواطن العادي مع ارتفاع أسعار العقار بحاجة إلى سنوات طويلة من الادخار لشراء ارض سكنية، أو بناء منزل لأسرته فيسعى إلى تجميع مبالغ شهرية على مدى طويل إلى أن يحصل على المبلغ المطلوب ليعمل ما يدور في فكره.

المشكلة في الادخار ان الأموال تفقد قيمتها الشرائية مع مرور الزمان، فاذا كنت تشتري قدماً مربعاً من الارض بنحو 4 دنانير، فانه بعد سنة سيرتفع إلى 9 دنانير، وكذلك أسعار البناء اذا كنت تشتري كيس الاسمنت بدينار ونصف الدينار فانه سيرتفع إلى دينارين، وبالتالي فان الادخار على المدى البعيد غير مجدٍ في ظل ارتفاع الاسعار.

يذكرني ذلك باحد أبناء احدى القرى يريد شراء قطعة ارض لأبنائه، ويبلغ سعرها في ذلك الوقت 9 آلاف دينار، وهو لا يحب ان يتدين او يقترض، وفكر بادخار الأموال وعمل على ادخال أمواله وبعد 7 سنوات حصل على المبلغ فإنه تفاجأ أن سعر الارض وصل إلى 23 ألف دينار، فوقف حائراً لا يعرف المخرج من هذه المشكلة.

وإذا اقترض المواطن من المصرف وحصل على الأموال بسرعة واشترى الارض، فستكون المشكلة انه مديون طوال عمره، وملزم بتسديد فوائد كبيرة تثقل كاهل المقترض، كما انه لن يستطيع بناء الارض بسبب تسديد الدين.

ان الزمن الذي نعيشه يضعنا في المشكلة سواء اقترضنا أم ادخرنا، وكل له فوائده وسلبياته، فعلى الفرد اختيار أفضل الطرق والوسائل للوصول إلى أهدافه.

في اعتقادي ان أفضل الحلول في الوقت الحاضر هو استثمار الاموال المدخرة بدل تجميدها في الخزانة.

هناك الكثير من الفرص الاستثمارية التي تمر مر السحاب، مثل فرصة الاكتتاب في دانة غاز، كانت قيمة السهم 100 فلس، وارتفع بعد إدراجه في سوق أبوظبي للاوراق المالية إلى 400 فلس، فاذا اشتريت ألف سهم بمئة دينار، فانها تحولت إلى 400 دينار خلال شهر واحد فقط.

وكذلك فرصة الاكتتاب في مصرف الريان القطري، سعر السهم بنحو 500 فلس، ويتوقع بعد ادراجه في البورصة ان يرتفع إلى أربعة دنانير.

ارى انه من الافضل استثمار المدخرات واقتناص الفرص الاستثمارية الموجودة سواء في الصناعة، التجارة، البورصة، العقار وغيرها، والاهم من ذلك ان تضع أموالك في الاستثمار المربح وليس الخاسر