عندما تتأزم الأفكار تتأزم معها طريقة التفكير مباشرة. .. وتجر معها الحلول التي تنتج عن هذا النوع المتأزم من التفكير فيصف أحدها بالتفكير الغبي أحيانا أو المتطرف أحيانا أخرى... بل هناك الكثير من النعوت والأوصاف التي يمكن لنا أن نصف بها هذه الأفكار... هذه خطوات ونتائج بديهية يمكن لأي فرد أن يستنتجها ولا يتطلب منك سحرا أو عبقرية في استنتاجها... ولكن ما هو ليس من المعقول أصلاً وفصلاً أو حتى من الطبيعي أن يظل التعامل مع هذه الطريقة في التفكير حتى تصل إلى أن تكون ظاهرة عادية جدا نراها مستخدمة بل معتمدة في كل مكان وعلى غالبية الأصعدة الرسمية منها والشعبية،... لا أعلم ماذا يمكن أن نطلق عليها من مصطلح آخر غير المذكور آنفا؟، ولكن على ما أعتقد أنه يكفي أن نوصل رسالتنا بأنها إجراء أو آلية إن صح التعبير خاطئة على الأقل، ونقصد بها هنا طريقة التفكير في حد ذاتها وليست نتائجها لأن النتائج المترتبة لها أوصاف أكبر من هذه بكثير، النماذج التي يمكن أن نتحدث عنها كثيرة... سواء على المستويين المحلي أو العربي وحتى العالمي، إلا أن اصطلاح الغباء أو لربما التطرف (في التفكير) على هذه النماذج الخارجية نعت أجده أسهل في التعامل وأضمن مع وجود قانون ومُشرعين يريدون توصيلنا إلى السجون بجرة قلم أو بضغطة كيبورد، بالإضافة إلى وجود أناس إحدى هواياتها إقامة الدعاوى في النيابة العامة لا لحق لهم يريدون استرجاعه بقدر ما هي وسيلة للشهرة والتجهيز للانتخابات النيابية المقبلة وهي قريبة جدا، فمن هنا يمكن لنا نحن القراء (قراء الشارع) أن نتابع ونتمحص من نتائج وحركات وأفعال وردود فعل ومن هنا أيضا يمكننا جليا أن نختار أفضل الاصطلاحات أملا في وصف الحال التي أمامنا أو النموذج الذي (يبدع) في تصرفاته من أفعال وردود فعل، بل من المضحك المبكي أيضا أن تجد تاريخنا يعج بالكثير من النماذج الغبية والساذجة والمتطرفة، وخير عبرة يمكن لنا أن نستفيد منها هي تلك (الإنجازات) التي قام بها قدماء العرب، فأنا مازلت أستهجن طريقة تفكير عباس بن فرناس في محاولته للطيران الفاشلة تلك، على رغم وجود أناس يتفاخرون بأن أول من فكر في الطيران هو أخونا عباس، بل أني مازلت أنظر لهذه الفكرة على أنها فكرة غبية، علما بأني مؤمن بأن غالبية الأفكار الناجحة بدأت بفكرة غبية وتتطور، إلا أن أخانا عباس اكتفى بالفكرة الغبية ولم يطورها، وحدث له ما حدث،
إضاءة
شهر محرم أتانا... وذكراك يا حُسين بن علي عليكما السلام تتجدد كل عام... وعبرتك التي أردت لها أن تصل من خلال تضحياتك مازلنا ننهل منها... فكل عام نتعلم درسا جديدا في الإخلاص والدين والتضحية والفداء وكل عام نتعلم درسا في رفض الذل والإهانة والخضوع والخنوع... فتأكد يا إمامي أن كل قطرة دم سُكبت على أرض كربلاء لم تذهب هباء... بل أدت رسالتها وأوصلتها.
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1244 - الثلثاء 31 يناير 2006م الموافق 01 محرم 1427هـ