لا يختلف اثنان في ان جدلية المشاركة والمقاطعة سببت شرخاً كبيراً في التيار الذي ناضل منذ الستينات ومازال من أجل إرساء حياة كريمة لأبناء هذا الوطن. وكثيرون هم الذين استغلوا ثغرة الخلاف تلك، وجندوها لخدمة مشروعات ضرب الجسم السياسي الواحد في البحرين. كم هو سعيد ومفرح أن ترى زعماء القوى السياسية الشريفة تجلس وتتحاور وتبحث عن أقصى سقف ممكن من التوافقات الوطنية، التي يأتي في مقدمتها تعزيز الحريات السياسية والمدنية في بحرين القانون التي ننشدها جميعاً، والتي قدمنا القرابين والتضحيات الجسام من أجل أن تبصر النور، حتى حقق الله جزءاً لا بأس به من حقوقنا مع قائد مستنير أحب هذا الشعب فبادله الحب والتضحية من أجل نجاح هذا المشروع. أمس عقد مؤتمر الحوار الوطني الذي ضم أكثر من 14 جمعية سياسية من مختلف تلاوين الطيف السياسي البحريني الجميل، وهذا المؤتمر أتى ثمرة لجهود مضنية بذلت في سبيل تعزيز الإرادة الوطنية لشعب البحرين. إن هذا الشعب الذي عبر بكل صدق عن تفاعله مع مشروع الاصلاح، أليس من حقه ­ من موقع الشريك ­ ان يسأل على اية ضفة ترسو سفينة الاصلاح، وهل حققنا أفق هذا المشروع أم لايزال أمامنا الكثير من العمل؟ نحن اليوم نستذكر ذلك الاجماع الشعبي الرائع في 14 فبراير/ شباط ،2001 إذ قدم الشعب إلى ملكه صاحب المبادرة الإصلاحية، عربون ثقة كبيرة بحماية الإصلاحات من التراجع أو المصادرة، ونحن في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ شعبنا ليحذونا الأمل في رؤية هذا المشروع وهو يكسر كل القيود التي كبل بها، ولن يتأتى ذلك إلا عبر وحدتنا الوطنية وقدرتنا على العيش كشعب متنوع يجمعه الهم الوطني.