قبل أيام وقعت انفجارات جديدة في مدينة الأهواز تلك المدينة الواقعة في إقليم خوزستان الإيراني والتي شهدت سابقا انفجارات عدة نسبتها طهران إلى لندن وضلوعها في تلك التفجيرات التي كادت أن توقع بالرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لولا سوء الأحوال الجوية والعواصف الرملية لكان احمدي نجاد من بين الضحايا الذين بلغت حصيلتهم تسعة قتلى و46 جريحا. بريطانيا من جانبها سارعت إلى نفي تلك الاتهامات التي نسبتها إليها إيران بتجنيد عناصر من العراق وإرسالهم إلى المدينة بغية إثارة الحرب الطائفية والعرقية وقالت لندن إن تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وبناء على ذلك حجبت السلطات الإيرانية عمل موقع «بي بي سي» الناطق بالفارسية من على أراضيها نتيجة لموقف بريطانيا في تلك الحادثة. بريطانيا مجددا وجهت إليها أصابع الاتهام في حادثة مماثلة لكن في حدود جغرافية أخرى، في روسيا إذ كشفت أجهزة الأمن أربعة دبلوماسيين بريطانيين وقيامهم بالتجسس في موسكو ودفع مبالغ كبيرة إلى جماعات روسية غير حكومية بغية إثارة الشعب على الحكومة ووقوع ثورة على غرار الثورة البرتقالية في أوكرانيا عبر صخرة مزورة وضعت فيها أجهزة تنصت في حديقة عامة. الصحافة الروسية ذات التوجه الليبرالي اتهمت تلك الواقعة بذريعة روسية من اجل تقويض تحرك ونشاط جماعات حقوق الإنسان وجعل الكرملين السلطة الوحيدة القادرة على صنع القرار وصوغه، لكن بوتين تحدث بالأمس عن مساعيه لطرد هؤلاء الدبلوماسيين ما ينذر بوقوع أزمة دبلوماسية بين بريطانيا وروسيا على رغم نفي لندن تلك الاتهامات وقلقها. بريطانيا عنصر مشترك في حادثتين متقاربتين لكن مختلفتين في التوقيت وكان الأولى في إيران والأخرى في روسيا، لكن تجد كل العناصر الثلاثة تمثل محوراً واحداً في مفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني المتنازع عليه إذ لكل طرف وجهة نظر مختلفة بشأن النووي، طهران وموسكو متقاربتان في احتواء التصعيد من مساعي نقله إلى مجلس الأمن بينما لندن تسير عكس تيار موسكو التي تتوافق رؤاها مع أميركا بنقله فورا إلى مجلس الأمن تمهيدا لفرض عقوبات عليها، يا ترى هل ستساهم هاتان الواقعتان في تغيير دفة تلك المحادثات ورسم صورة أخرى مغايرة عما عرفناها سابقا
العدد 1239 - الخميس 26 يناير 2006م الموافق 26 ذي الحجة 1426هـ