في العام الدراسي (1958 - 1959م)... كنت في مرحلة الروضة في المدرسة الوسطى بالمحرق... كان مبنى المدرسة مقابل منزلنا وهو في الأصل بيت الشيخ دعيج بن حمد آل خليفة... وتسمى الآن مدرسة أبوعبيدة بن الجراح... وفصل الروضة هو الذي يسبق الصف الأول (الأول التحضيري في ذلك الزمان).

عندما كنت في الروضة كان لدينا مدرس وسيم ورياضي (أعتقد بأنه كان وسيماً)... كان يدرسنا رياضة وقصص... هذا المدرس كان اللواء الركن المتقاعد... عضو مجلس الشورى حالياً... الأخ العزيز أحمد عبدالكريم بوعلاي.

مرَّت الأيام... والتقيته... وعملت معه في قوة دفاع البحرين، مجال عمله في القوة كان يختلف عن مجال عملي ولكننا اجتمعنا كثيراً في الكثير من المهمات المشتركة... وهو دائماً ما كان لي مدرساً وصديقاً نصوحاً... والداً وأخاً كبيراً في الوقت نفسه.

عملنا مع بعض في نادي البسيتين... وشاهدت (عن قرب) طريقة عمله العجيبة والغريبة... هو إداري من الطراز الفريد من نوعه وجريء في اتخاذ القرارات... عمل بكل جد في نادي البسيتين وكوّن حوله عدداً كبيراً من الإداريين الناجحين من منطقة البسيتين الذين يعملون بقلب واحد وتمكنوا من رفع المستويين الرياضي والإداري في النادي.

رجل طيب... وقائد محنك... ومن حوله رجال كرام ينتمون إلى خيرة العائلات والأسر البحرينية... طيبون ومحترمون... قلوبهم على بعض ويحبون ويحترمون بعضهم بعضاً... هؤلاء هم رجال نادي البسيتين، الذين عندما اتصلت بهم وطلبت منهم التنازل عن نقاط المباراة (المشكلة) لصالح النادي الأهلي وافقوا عن طيبة خاطر.

نادي البسيتين (ومع جزيل الشكر) استجاب لطلبي فقط حتى يبرهن على طيبة طبعه... ونوع معدنه الأصيل وابتعاده عن المشكلات ومسبباتها... ولكن في المقابل، ماذا فعل نادي الأهلي؟... وماذا قدم؟... وماذا يريد؟

بعد كتابتي للمقال السابق... والذي كان بالاتفاق المسبق بيني وبين رئيس النادي الأهلي، وبيني وبين الرئيس الفخري ورئيس نادي البسيتين... حاولت الاتصال برئيس النادي الأهلي مرات عدة ولم أوفق... تركت له رقم تليفوني في عدة أماكن ولكنه لم يتصل.

لقد تكونت لدي قناعات بأن إدارة نادي البسيتين تقدم نقاط المباراة بكل طيبة قلب، وإدارة النادي الأهلي لا تريد النقاط... هي تريد فقط أن تحرج اتحاد كرة القدم وتظهره أمام الجميع بأنه «غلطان» في حقهم ويقدم اعتذاره العلني.

لقد قالها رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة... وهو صادق فيها... قال: إن أفراد إدارة النادي الأهلي الذين حضروا الاجتماع معه كانوا يقصدون فقط تسجيل الكلام حتى يحرجوا الاتحاد فقط... ولم تكن نيتهم أبداً الحصول على نقاط المباراة بقدر ما كانت النية غير سليمة.

اليوم، وصلت إلى قناعة بأن أسحب مبادرتي التي قدمتها إلى النادي الأهلي... وأعتقد أن النقطتين التي فرط... أو سيفرط فيهما النادي ستكلفانه الكثير في مشواره للحصول على درع الدوري... لكنه على كيفه... إذا كان هو يحب أن يسلك الطريق الصعب.

وأتقدم بجزيل الشكر إلى نادي البسيتين... وحامي عرينه... الأسد أحمد بوعلا