العدد 1235 - الأحد 22 يناير 2006م الموافق 22 ذي الحجة 1426هـ

قراءة أوليَّة في نتائج انتخابات «الوفاق»

سعيد البصري comments [at] alwasatnews.com

-

الآن وقد أسدل الستار على واحدة من أجمل وأروع التظاهرات السياسية التي تمر بها ساحتنا السياسية في المملكة، والتي كانت محل مراقبة وترقب على المستويين الرسمي والشعبي، لما قد تفرزه هذه العملية من رؤى وتطلعات يحملها الفائزون لمسيرة الوفاق العامة خلال السنوات الأربع المقبلة، فإنه يجدر بنا أن نتوقف عند هذه النتائج لنقدم قراءة أولية يمكن أن نلخصها في الآتي. أولاً: لقد نجحت «الوفاق» على المستوى التنظيمي ممثلة في لجنة الانتخابات على إدارة وتنظيم العملية الانتخابية ابتداءً من وضع التصورات وإعداد اللوائح والعمل بالقوائم الانتخابية، وانتهاء بتنظيم المناظرة بين المترشحين، وصولاً إلى عملية تنظيم سير الانتخابات التي وإن شابها بعض الإرباك والبطء ­نظراً للإقبال الكبير وغير المتوقع ­ إلا أنها بالجملة كانت عملية منظمة وشفافة ونزيهة، عكست مدى الجهد الذي بذلته لجنة الانتخابات. كما كان لمساهمة صحيفة «الوسط» الفاعلة في إذكاء المنافسة الشريفة بين المرشحين دافعاً في زيادة الإقبال على الانتخابات، وإعطاء العملية زخماً لا سابق له. وحسناً فعلت إدارة الوفاق حينما سمحت بمشاركة من كان متخلفاً عن تسديد الرسوم ابتداء من العام 2004 لأن ذلك بدوره أعطى العملية دفعاً جديداً واهتماماً من قبل أعضائها، أدى إلى زيادة عدد الناخبين على الألف ممن يحق لهم التصويت. وذلك من دون شك يمثل مؤشراً مهماً يدلّ على اهتمام العضو الوفاقي ووعيه بأهمية المرحلة التي تمر بها جمعيته، وما تمثله عملية الانتخابات من قيمة حضارية، ومفصل مهم في تأريخ الحركة السياسية التي يعيشها تيار وجمهور الوفاق. ثانياً: على مستوى النتائج، فإنها وإن كانت في بعضها تمثل مفاجأة، إلاّ أنها كشفت عن الرغبة الحقيقية للناخبين في اختيار أعضاء يمثلون توجهات المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها الوفاق، وخصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار موافقة الجمعية العمومية على تسجيل الجمعية ضمن قانون الجمعيات الجديد الصادر عن وزارة العمل، هذا إضافة إلى رغبة معظم الأعضاء في خوض الوفاق معترك الانتخابات النيابية المقبلة. فقد أوصت الهيئة الاستشارية ­ بما يشبه الإجماع ­ بضرورة دخول البرلمان خلال الدورة المقبلة، كما كان ذلك رأي جميع أعضاء الدائرة السياسية التي يرأسها رئيس قائمة «الوفاق والبناء» محمد جميل الجمري. فلا غرو أن نجد كل الفائزين من يحسبون على تيار الحمائم ­ إن صح التعبير ­ في حين خرج كامل المرشحين من طَبعوا قائمتهم بشعار الصقور. ثالثاً: إن فوز 3 نساء من أصل 5 نساء رشحن أنفسهن لشورى الوفاق يعكس ظاهرة جديرة بالاهتمام تجاه نظرة العضو الوفاقي لمسألة تمكين المرأة من العمل السياسي، وهذا مؤشر إيجابي يحسب للتيار الإسلامي الذي طالما أتهم من قبل العلمانيين وغيرهم بأنه وراء محاولة تهميش دور المرأة وهضم حقوقها. رابعاً: على مستوى فرز الناخب للمرشحين، نجد أن هناك بعض الشخصيات من كان جديراً بالفوز لما يحمله من تأريخ نظيف حافل بالعمل على الصعيدين الإسلامي والسياسي، كما كان له دور بارز في الوفاق، من خلال نشاطه وعمله الدؤوب فيها، ولما يحمله أيضاً من رؤى وتطلعات وأفكار جديرة بأن تجعله في مصافّ القائمة الفائزة، لكن ربما ما ينقص هؤلاء هو عدم معرفة الناخب بهم، لأنهم ببساطة ليسوا ممن يحبون الظهور والبروز كما يحبها ويحسنها البعض الآخر ممن هم أقل عطاء وخبرة. من هنا فإنه لابد للناخب ­ مع كامل احترامنا للجميع ­ من أن يتنبه لمثل هذا الأمر ويكون أكثر دقة وحرصاً في اختيار مرشحيه. وبالجملة، يمكن القول أن مرحلة مهمة أخرى من تاريخ «الوفاق» أنجزت وبنجاح كبير، بقي عليكم أيها الوفاقيون أن تحسنوا إدارة دفة سفينتكم، علماً بأن البحر عميق والشاطئ بعيد والعواصف المتوقعة وغير المتوقعة ليست بالهينة... فهل ستكونون عند حسن ظن الناخب بكم؟ * ناشط سياسي بحرين

العدد 1235 - الأحد 22 يناير 2006م الموافق 22 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً