تحدث «صدمة» محمود أحمدي نجاد كلما تحدث عن السياسة الخارجية لبلاده سواء عندما يتطرق للقضية الفلسطينية باعتباره حاملاً المشروع الثوري الإسلامي، أو عندما يعلن موقف الرئيس المنتخب لبلاده بشأن الملف النووي. كلامه عن القضية الفلسطينية ليس «متعارفا» حتى بين زعماء الفلسطينيين، فما بالك في اوساط زعامات المجتمع الدولي؟، ومواقفه المعلنة بشأن الملف النووي لبلاده ليست «مستساغة» في بازار لغة التخاطب الدولي، لكن لابس «الجاكيتة» الشعبية هذا، بدأ يشق طريقه الشعبوي بين الناس في الداخل كما في الخارج ليس بحسابات الربح والخسارة التقليدية بل لأنه خرج على «المألوف» من لغة «البدلات» الرسمية والكلام الخشبي المحنط في قالب البروتوكولات والدبلوماسية. فماذا يقول أحمدي نجاد حتى يحدث مثل هذه الضجة القائمة بشأن بلاده و«الصدمة» التي لا ينتهي مفعولها بسهولة؟، إنه ببساطة يشكك بما اعتبر حتى الآن بمثابة «مسلمات» لا يرقى إليها الشك في بازار العلاقات الدولية، لكن الناس الذين يعجبهم كلام أحمدي نجاد، وبالمناسبة حتى بينهم «ناس» الامراء والملوك ورؤساء الدول الذين تمنعهم بروتوكولات اللغة الخشبية المحنطة من الإعلان عن مواقفهم الحقيقية. نسأل جميعاً: أليس من المألوف والطبيعي ان تطالب كل الدول بحقها في اقتناء أرقى التقنيات اللازمة للتطور والتقدم البشري؟ أم ان تلك التقنيات يجب ان تبقى حكراً على حفنة صغيرة من الدول المتحكمة بما بات يطلق عليه «حصراً» المجتمع الدولي، والناس هؤلاء يسألون ايضاً: هل ان تقادم الزمن على حق مضيع لشعب مظلوم يجعل الظالم محقاً والمطالب بحق المظلوم «خارجاً» على «قواعد» اللعبة الدولة؟، وإذا ما شكك أحد بمقولة المحرقة «الخرافية» التي قام عليها فعل الظلم التاريخي المذكور يصبح كأنه «يغرد» خارج سرب العلاقات الدولية الرشيدة، لا أدري كم هي وما هي أصلاً مصلحة إيران «القومية» في مثل هذه المواقف المعلنة من طرف أحمدي نجاد، فهذا متروك لـ «القوميين» الإيرانيين والعرب بشكل خاص، ان يتباروا في الدفاع عنه أو دحضه، لكن ما اعرفه بالتأكيد وما يجعل الناس تستطيع سماع هذا الخطاب غير المألوف من أحمدي نجاد، هو ان الكيل قد طفح مع منهج اللاعدالة والتمييز العنصري المكشوف والفض الذي يمارسه ما بات يعرف بالمجتمع الدولي بخصوص قضايانا وذاكرتنا الوطنية والقومية والدينية. كيف يقولون مثلاً ان صبر العالم بدأ ينفد أو نفد أصلاً مع إيران فيما انفاس العالم تحبس جميعاً حتى في فضائيات عالمنا العربي والإسلامي بسبب غيبوبة الجلاد شارون صاحب السجل الأطول والأهم في المجازر الشعبية الفاشية النازية. أي الكلام هو غير المألوف وغير المتعارف والذي يشكل صدمة لدى الرأي العام ومشهد العدالة الإنسانية... كلام أحمدي نجاد عن الحقوق العامة والطبيعية لبلاده وللفلسطينيين المنسيين في قاموس العدالة الدولية بسبب قانون الغلبة والهيمنة، أم لغة جاك سترو في بيروت وهو يدعو اللبنانيين والفلسطينيين وكل ضحايا الجبروت الإسرائيلي إلى الدعاء من أجل سلامة جلادهم شارون، وذلك على بعد أمتار من المقابر الجماعية التي خلفها وراءه في صبرا وشاتيلا عندما استباح بيروت واستقلال لبنان وحريته وسيادته في العام 1982 بحجة ان منظمة التحرير الفلسطينية كانت وراء محاولة اغتيال سفير «إسرائيل» في في لندن وهي الفضيحة التي كشف فيما بعد ان المخابرات الإسرائيلية كانت وراءها. كلام أحمدي نجاد غير مألوف وغير متعارف عليه وهو يطالب بحق علماء بلاده في اجراء ابحاث متطورة في علوم الذرة تحت أعين ورقابة ومشاركة وكاميرات الدول العظمى والصغرى حماية لاستقلال بلاده الحقيقي أم سلوك دولة غاصبة وعنصرية استجلبت «ناسها» وعلماءها واليورانيوم الخام وغير الخام لتطوره سراً وبدعم من المخابرات الدولية الغارقة حتى اذيها في فعل صناعة الموت للفلسطينيين، لتصبح بعد ذلك، أرض «الميعاد» مخزناً مدحّجاً بكل انواع اسلحة الدمار الشامل البعيدة عن اعين ورقابة وكاميرات البرادعي ووكالته الدولية. أي كلام قاله أحمدي نجاد في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين غير مألوف وغير متعارف حتى يستفز البعض في لبنان إلى درجة تجعله يستدعي الحماية الدولية والانتداب الدولي للبنان وسورية ويحذر من مجازر قد تبدأ في «المتوسط» وتنتهي في طهران على حساب سيادة لبنان واستقلاله. فيما لا يستفزه ولايستفز تاريخه النضال وكفاحه من أجل الاستقلال أن يرى أناس تاريخهم الإسرائيلي معروفاً ووثبت وثبت بحقهم جريمة قتل إسلامية ومسيحية وتم العفو عنهم من دون فعل ندامة يطالبون اليوم باسدال الستار نهائياً على مطالبات العدالة لفلسطين وسورية ولبنان بحجة ان سورية متهمة بقتل رئيس وزراء لبنان... إلخ. الناس تتساءل بجد وبصدق وبكل عفوية اليوم: هل اصبحت العروبة والوطنية والتضامن الإسلامي أو مبادرات المصالحة أو الوفاق التي تطلقها دول ما تبقى من التضامن العربي والإسلامي، فعلاً من افعال الماضي البالية أو والمنبوذة» و المطلوب تركها والنهي عنها لأنها غير مألوفة ولم يعد متعارفاً عليها في بازار الانتدابات والحمايات الدولية. مرة أخرى، لا أدري كم سيحصد أحمدي نجاد بحسابات الربح والخسارة التقليدية لبلاده من وراء كلامه غير المألوف وغير المتعارف عليه في لغة التخاطب الدولي التي اعتدنا عليها، لكن ما هو متيقن وثابت حتى الآن هو ان لغة الناس وقلوبهم ونفوسهم باتت تضج بالكلام غير المألوف وغير المتعارف الذي يحبط بكثافة والصادر مما بات يعرف بالمجتمع الدولي بشأن قضايانا العربية والإسلامية الوطنية والدينية، إلى درجة يكاد يخنق فيها انفاس كل معترض مهما علا شأنه أو مقامه فيما تفتح فضائياتنا العربية والإسلامية على ميادينها من دون حدود لانفاس جلاديها الأحياء منهم والأموات من دون أن تصدم الأمين العام للأمم المتحدة أو أي مسئول رفيع المستوى من رموز المجتمع الدولي المتعارف عليه. الأمن الدولي يصبح في «خطر» بنظر طوني بلير لأن أحمدي نجاد يصر على القيام بأبحاث بلاده النووية السلمية، لكن الأمن الدولي هذا يصبح «مستقراً» عندما يأمر بلير، كما يقول باتريك سيل بمنع نشر تقرير الاتحاد الأوروبي الذي يفضح خطة «إسرائيل» لابتلاع القدس الشرقية وتجاوز خريطة الطريق وحالياً الانقلاب على السلام مع الفلسطينيين بشكل نهائي لا رجعة عنه، * مدير منتدى الحوار العربي الإيراني
الأطباء يشعرون بالقلق بسبب بقاء شارون في غيبوبة
القدس ميجان جولدن أجرى الأطباء مجموعة من الاختبارات العصبية لرئيس الوزراء ارييل شارون امس الجمعة للحكم بشأن ما إذا كان في طريقه للخروج من الغيبوبة، لكن تقارير وسائل الاعلام الاسرائيلية قالت إن القلق يتزايد إزاء عدم استعادته الوعي. واختبر أطباء الاعصاب في مستشفى هداسا بالقدس استجابات شارون للألم والصوت وغيرهما من العوامل المنبهة لتبين ما إذا كان سيخرج من الغيبوبة بعد اصابته بنزيف حاد في الدماغ تركه يصارع الموت في الرابع من يناير/ كانون الثاني. وبعد مرور اسبوع من ازمة صحية ألقت بظلالها على عملية صنع السلام في الشرق الاوسط، قال الاطباء الخميس انهم خفضوا العقاقير المخدرة التي افقدت شارون (77 عاما) الوعي وأزالوا أنبوب تصريف بعد أن اظهر مسح انه ليس بحاجة إلى تصريف سوائل. لكن وسائل الاعلام الاسرائيلية ذكرت ان الاطباء بدأوا يشعرون بالقلق لأن شارون لم يفتح عينيه. وكان قد استجاب للألم في كلا الجانبين من جسمه في وقت سابق من هذا الاسبوع، لكن على ما يبدو، انه لم يحقق اي تقدم ملحوظ منذ ذلك الحين. وقال موقع «إن. آر. جي» الاخباري على الانترنت: «قال الاطباء ان وتيرة استجابة رئيس الوزراء بطيئة جدا. وأعربوا عن القلق لأنه لم يفتح عينيه حتى الآن». وامتنعت متحدثة باسم مستشفى هداسا عن التعليق على التقارير. وقالت إدارة المستشفى في نشرة طبية في وقت لاحق أمس: «لا يوجد تغيير في حال رئيس الوزراء». وكانت حاله وصفت بأنها حرجة، ولكن مستقرة. وحتى في حال استعادة شارون الوعي فقد يستغرق الامر أياماً قبل ان يتمكن الاطباء من تقدير حجم الضرر الذي لحق بقدراته. ومع توقع بقائه في المستشفى لشهور، ليست امام شارون فرص تذكر للعودة الى الحياة العامة. وفي الوقت ذاته، عادت اسرائيل الى السياسة، إذ بدأت الاحزاب اجراء انتخابات اولية تمهيدية لاختيار مرشحين للانتخابات العامة التي تجرى في 28 مارس/ آذار. واستمرت استطلاعات الرأي في التكهن بفوز حزب «كاديما» الوسطي الذي اسسه شارون. وأظهر استطلاع لصحيفة معاريف ان «كاديما» سيحصل على 43 مقعداً في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً بزعامة رئيس الوزراء المؤقت ايهود اولمرت. وسيحصل العمل على 17 مقعدا، وسيتراجع حزب «ليكود» اليميني الذي فاز بـ 40 مقعدا في الانتخابات الاخيرة ليحصل على 16 مقعدا. وفي تطورات سياسية اخرى، قدم وزير الخارجية سيلفان شالوم استقالته أمس الجمعة ليفتح الباب امام تعديل وزاري في حكومة تصريف الامور بـ «اسرائيل». وقال متحدث باسم شالوم ان «الاستقالة ستسري يوم الاثنين». وكان شالوم هو الاخير من بين 4 وزراء بالحكومة ينتمون إلى حزب «ليكود» قدموا استقالاتهم من الحكومة بناء على أوامر من زعيم الحزب بنيامين نتنياهو الذي سيصبح زعيم المعارضة حتى الانتخابات. وذكرت تقارير اعلامية انه من المتوقع ان تعين وزيرة العدل تسيبي ليفني التي عملت في السابق في جهاز المخابرات (الموساد) وزيرة للخارجية حتى الانتخابات. ومن المرجح ان تبقى في المنصب في حال فوز حزب «كاديما». وستكون ليفني ثاني امرأة بعد غولدا مائير تتولى منصب وزير الخارجية في «اسرائيل». وفي اشارة إلى رغبة واشنطن في تنشيط دبلوماسية الشرق الاوسط، اجتمع المبعوثان الاميركيان اليوت ابرامز وديفيد ويلش مع اولمرت لمناقشة الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقررة في 25 يناير/ كانون الاول. ومن المتوقع ان تصوت الحكومة الاسرائيلية يوم غد الاحد بشأن ما إذا كا
إقرأ أيضا لـ "محمد صادق الحسيني"العدد 1226 - الجمعة 13 يناير 2006م الموافق 13 ذي الحجة 1426هـ