العدد 1221 - الأحد 08 يناير 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1426هـ

العودة إلى الوطن

حسين الحليبي comments [at] alwasatnews.com

-

نسمع كثيراً عن مبدعين شباب علا صيتهم في مجالات كثيرة خارج أوطانهم، إذ إن فرص ظهور مواهبهم تبقى مدفونة في ظل الإهمال وعدم حرص الجهات المعنية في دولهم لإبراز ما يمتلكونه من إبداع. إننا وللأسف نشهد تلك الحال في مملكتنا فالكثير من الشباب المبدع وبالأخص في مجال الإبداع الفني تراه يهجر وطنه ليحقق طموحاته في الخارج.

ومن بين هؤلاء المغتربين من اجل أحلامهم كان الفنان المخرج احمد ميرزا الفردان الذي استطاع أن يمتعنا بالكثير من إبداعاته التي لامست بشكل أو بأخر هموم وطموحات اختلجت في مخيلته ولامست واقعنا الذي تتكاثر فيه الاحباطات وكأنه بأعماله يحاول أن يرشدنا إلى نافذة الأمل.

غاب الفردان عنا لأكثر من سنتين باحثا عن ذاته في مكان آخر، فقد عمل في مدينة دبي للإعلام ليقدم ما حرم من تقديمه في وطنه مما اكتنزه في مخيلته من أفكار مجنونة في أحيان وجريئة في أحيان كثيرة. يعود اليوم لأرض الوطن الذي لم يفارقه لحظة واحدة وهو في الغربة، إذ لم يتأخر يوماً عن المشاركة بآرائه وأفكاره لأي مشروع فني أو شبابي في الوطن الذي طالما حملت أعماله روح الشاب البحريني الذي يأمل أن ترى رؤاه النور.

عاد المخرج إلى وطنه بعد أن ضاق مرارة الغربة بعيدا عن أهله وأحبته، عاد لنا ليقدم تجربة جديدة من تجاربه الفنية المتميزة. فقد عمل الفردان على إخراج فيلم شبابي بعنوان «نبأ» قدمه في الحفل السنوي لفقيدة حركة الشباب نبأ الخز اعي، فاستطاع أن يقدم لوحة فنية جميلة من المعاني والصور التي اختزلت في ثناياها سيرة حياة شابة رحلت ضحية حادث سير مريع في العام الماضي، وكثيرون من شبابنا يرحلون بسبب التهور في قيادة السيارة. لقد جاء هذا الفيلم يحمل في طياته جانبا توعويا للشباب.

لقد عاد الفنان احمد الفردان إلى الوطن ليعمل ويبدع ويقدم ما اكتنز في داخله، وهو نموذج لشباب للكثير من الشباب من الذين هجروا الوطن ليبحثوا عن ذاتهم وطموحاتهم التي ضاعت بين أدراج المسئولين، فكفانا تصديراً لطاقاتنا الوطنية خارج الوطن وأهلا بك من جديد يافردان

العدد 1221 - الأحد 08 يناير 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً