العدد 1220 - السبت 07 يناير 2006م الموافق 07 ذي الحجة 1426هـ

فلسطين والعراق... لا حلّ إلا بالوحدة والتماسك والحوار

أحمد كوراني comments [at] alwasatnews.com

-

كيف هي صورة الواقع العربي والإسلامي مع بداية السنة الميلادية الجديدة؟ في فلسطين المحتلة تتواصل الممارسات الإرهابية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، تارة من خلال القصف المدفعي الذي يستهدف المدنيين كما في قطاع غزة في المنطقة التي أعلنت «إسرائيل» أنها باتت حزاماً أمنياً وأنها أعطت جيشها الضوء الأخضر لإطلاق النار على كل ما يتحرك فيها، أو في عمليات الاغتيال التي تتوالى تارة عبر الاجتياحات الموضعية وأخرى عبر استخدام الطائرات، الأمر الذي جعل غزة ساحة من ساحات الحرب بعد انسحاب العدو منها، كما جعل الضفة مسرحاً للمجازر والاعتقالات والغارات الإسرائيلية.

ويأتي هذا التصعيد من قبل الاحتلال على أبواب الانتخابات الفلسطينية التي يريدها الفلسطينيون مدخلاً لتقرير مصيرهم وخطوة في الاتجاه الصحيح نحو الاستقلال، وتريدها «إسرائيل» كمنطلق آخر من منطلقات التقاتل الداخلي من خلال رهانها على حصول فتنة فلسطينية يُراق فيها الدم الفلسطيني لحسابها، فتسقط البقية الباقية من الإمكانات الفلسطينية في الصمود، ثم يعلن العدو بعدها استحالة قيام دولة فلسطينية تحكمها فوضى السلاح وتتحكم بها نيران الخلافات.

ولذلك، فإننا نناشد الفلسطينيين الذين تعمل «إسرائيل» لمنعهم من الإدلاء بأصواتهم في القدس وتعطيل انتخاباتهم في مواقع أخرى ألا يسلكوا طريق التقاتل مهما تصاعدت ضدهم الضغوط، وأن يكونوا حضاريين في المسألة الانتخابية والسياسية، تماماً كما كانوا ولايزالون في المسألة الجهادية، لأن نجاحهم في الانتخابات سيضع العدو في مأزق جديد، بينما يكون انقيادهم إلى الخلافات والتقاتل الداخلي سبباً لفشلهم وذهاب ريحهم وتأسيساً لمرحلة أخرى من الضعف الفلسطيني التي ستنعكس على الواقع العربي والإسلامي كله. ولذلك نقول للشعب الفلسطيني المجاهد: لا سبيل أمامكم إلاّ الوحدة ولا خيار لقضيتكم ومستقبل أجيالكم إلا التوحد في خط الجهاد والسياسة وعلى جميع المستويات.

وفي العراق، تتوالى المجازر التكفيرية ضد الشعب العراقي، جنباً إلى جنب مع المجازر التي يرتكبها الاحتلال والتي تقتل فيها عائلات بأكملها وتستباح فيها أكثر من منطقة، بما يؤكد أن الاحتلال الأميركي لا يبحث إلا عن أمن جنوده ولا يُقيم وزناً للأمن العراقي الداخلي.

إننا نريد للعراقيين أن يتماسكوا وأن يبدأوا مسيرة البحث الحقيقي عن كيفية إخراج البلد من المأزق الذي وضعه الاحتلال فيه ليباشروا تأليف حكومة وحدة وطنية تضم كل أطياف الشعب العراقي، وتعمل على إخراج الاحتلال الأميركي وصون وحدة البلد واستقلاله وعلاقاته الطبيعية مع جواره العربي والإسلامي.

أما لبنان الذي لايزال يعيش وسط هذه الفوضى في المسارات السياسية التي تتداخل فيها قضايا المنطقة مع قضاياه، وتدخل فيها ألاعيب المحاور الدولية مع الخطوط الإقليمية في أكثر من تجاذب وتفاعل... لبنان هذا يحتاج في هذه المرحلة إلى حكمة غير عادية في كيفية إدارة شئون البلد، وفي تركيز الخطاب السياسي الداخلي على قاعدة التفاهم والحوار بما يفسح المجال أمام اللبنانيين للخروج من دائرة الضغط السياسي والاقتصادي التي أوشكت أن تدخلنا في متاهات لا نعرف نهاياتها السياسية ولا آفاقها الزمنية.

إننا في الوقت الذي نرحّب بكل المبادرات العربية والإسلامية التي من شأنها أن تضفي حالاً من السكينة والهدوء الداخلي والتي تمهّد لحوار بشأن مستقبل البلد في علاقات أبنائه بعضهم مع بعض، ومع محيطهم العربي والإسلامي. نريد للبنانيين أن يسلكوا طريق التفاهم لا طريق الانفعال، وألاّ يكونوا حجر عثرة أمام أية مبادرة صادقة للحل، وأن يبدأوا الخطوة الأولى في البناء لمدماك الوحدة الداخلية لتكون السنة الميلادية الجديدة سنة خير وعطاء لا سنة تقاتل وتراشق سياسي وتخويف في المواقف والخطاب

العدد 1220 - السبت 07 يناير 2006م الموافق 07 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً