قبل أيام من انتهاء الموعد المحدد للتهدئة التي التزمت بها الفصائل والسلطة الفلسطينية بحسب اجتماع القاهرة في مارس/ آذار شنت «إسرائيل» عملية أطلقت عليها اسم «سماء زرقاء» على شمال قطاع غزة، الذي انسحبت منه في أغسطس/ آب الماضي، تستهدف بحسب زعمها حماية مدينة عسقلان من صواريخ الناشطين الفلسطينيين بسبب وجود منشآت استراتيجية، فيها مثل محطة توليد الطاقة وخط النفط ومنشآت بنى تحتية أخرى. الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة «الجهاد» الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكتائب «شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» أعلنت عشية مطلع العام أنها في حلّ من تلك التهدئة التي لم تحقق لعناصرها والشعب الفلسطيني الحماية من عمليات التصفية إلى يقوم بها العدو الصهيوني، الذي لم يحترم تلك التهدئة، وبالتالي فلا فائدة من استمرارها، في حين ترى السلطة الفلسطينية ضرورة الاستمرار والتمسك بها وخصوصاً أن الانتخابات التشريعية الفلسطينية على الأبواب ( يناير/ كانون الثاني الجاري). العدو الإسرائيلي لم ينتظر أن تقوم الفصائل الفلسطينية بالإعلان الفعلي لانتهاء التهدئة بشن عمليات تقض مضجعه، فعمد إلى المبادرة وقتل الكثير من النشطاء الفلسطينيين في غارات دموية غير مبررة نفذت في قطاع غزة، الذي يجب أن يكون خاضعاً لسيطرة السلطة الفلسطينية بموجب اتفاق الانسحاب.

إذاً، كمحصلة لعام التهدئة نجد أن الفصائل الفلسطينية التزمت بشكل شبه تام بالأمر مع حدوث بعض التجاوزات من بعض الفصائل، لكن ذلك لم يتم عبثاً بل نتيجة الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة باستهداف قادة الفصائل الميدانيين في كل وقت وكل مكان، من دون أي اهتمام بتهدئة أو قانون أو معاهدات ومن دون أن توجه إليها إدانات من الأطراف الدولية ممثلة في مجلس الأمن واللجنة الرباعية بل ومن الدول العربية والإسلامية. وعليه، صار من حق الفصائل الفلسطينية أن تعود إلى البندقية لحماية كوادرها والدفاع عن الشعب الأعزل، فقط عليها تحديد هدفها بشكل دقيق حتى لا تضع نفسها في محل المدان