العدد 1216 - الثلثاء 03 يناير 2006م الموافق 03 ذي الحجة 1426هـ

المفارقة الكبرى بين خاتمي وأحمدي نجاد

نبض المجتمع comments [at] alwasatnews.com

سيد ضياء الموسوي

أعتقد ان الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي كان أجدر الرؤساء الذين مروا على إيران وستذكره أجيال كثر.

كان رجلاً تعددياً وأهم ما فيه امتلاكه ترسانة معرفية أهلته لبناء علاقات كبرى من المحيط إلى الخليج وتعد فترة حكمه فترة استثنائية. فالرجل اشتغل على الواقعية بعيداً عن الشعارات الديماغوجية.

كان واضحاً في مواقفه واستطاع كسب الشباب الإيراني واستقطابه نحو التحديث والمدنية والانفتاح على الحياة مع تأصيل المبادئ العقيدية. خاتمي كان اكثر وعياً وثقافة سياسية ودبلوماسية وواقعية وحنكة من الرئيس الحالي أحمدي نجاد. وفي فترة رئاسته عاشت المنطقة أفضل شهر عسل مع إيران حتى تنبأ الكثيرون انه ستنجب أبناء بجمال إيراني وبطيبة خليجية تنعكس على مستوى المشروعات السياسية والاقتصادية. وفعلا توجت باتفاقات أمنية واقتصادية.

عندما أجلس مع مثقفين عرب أو مسئولين دائماً ما يتذكرون وهج خطابات خاتمي والآفاق التي يحملها وكيف استطاع أن يكسب المثقف العربي عبر كتبه التي منها: «بيمه موج» و«المشهد الثقافي والإسلام» وغيرها من الكتب التي ساهمت في التقارب بين المثقف الإيراني والعربي.

شخصيتان ستبكي عليهما إيران كمفكرين استطاعا مد الجسور الثقافية بين العرب وإيران هما: المفكر المظلوم علي شريعتي والرئيس الفيلسوف محمد خاتمي. ما يعجبك في خاتمي هو واقعيته وانفتاحه فهو فتح نوافذ الفهم للشباب الإيراني وقدم لهم نموذجاً جميلاً لشخصية العالم الانيق والجميل والواقعي والمنفتح والذي يجمع بين الضمير والبرغماتية، بين الأخلاق والواقعية بين الأصالة والحداثة بين الدنيا والآخرة. ركز على التعليم والاقتصاد وكان يركز على توثيق العلاقات بين إيران والخليج بإرسال مسجات تطمين، ففي فترة رئاسته كانت العلاقات في طريقها للتحسن. واستطاع ان يلقي حجراً في مياه الفكر الراكدة لدى الناس.

اثار جدلا وكان شخصية اشكالية لأنه يحمل ثقافة المساءلة ويحمل رؤى نقدية للأفكار المتخشبة الجامدة المثلجة في ثلاجات التاريخ من ان الحياة، كلها ظلام وجمود وموت وكان يستشهد بعبارات الامام في مواقفه المعلنه ضد التحجر والتخلف. المصلحون دائما تلقى عليهم الحجارة لكن الحجارة قوت خاتمي وقوت موسى الصدر وقوت فضل الله وقوت علي شريعتي والمصلحين الذين كلما قدموا مكاسب ألقيت عليهم حجارة الانكشاريين. انا لست ضد نقد هذه الشخصيات لكن ضد تجريحها.

شاب متهور اخذ يجرح فضل الله. قلت له: انت ما خليت احداً الا تهجمت عليه ممكن اسألك سؤالا؟ قال :تفضل. قلت له: انت ماذا انجزت في حياتك للبشرية بلغة ارقام؟ فضل الله ألف عشرات الكتب بنى مستشفى ضخماً يتعالج فيه آلاف اللبنانيين ومراكز صحية وبنى معاهد للصم والبكم وفي العام الماضي فتح مكتبة ضخمة مزودة بكل الامكانات العلمية اضافة إلى مبرات لليتامى... الخ. انت ماذا حققت غير النقد والسب والشتم؟ الانسان بلا انجازات يصبح كجمل ضائع في الربع الخالي. شريعتي اثرى البشرية بأفكاره. خاتمي اعاد الثقة المتبادلة بين إيران والخليج والعرب والعالم. العقول هي التي تقود العالم وليست الحناجر القوية، الاقتصاد وليس عضلات الجسم. العاقل من يبني تحالفات لا أن يكسر في مراكز قواه. هتلر شجاع لكنه جاهل، لذلك أضاع كل شيء. خاتمي كان معزولا في مكتبه في طهران وإذا به رئيساً. والدنيا ليست أما لأحد. السياسي المحتقر اليوم قد يكون رجل الساعة غداً فالحريري شتموه واليوم يحرك الكراسي ويقلب التوازنات وهو في قبره. غوربتشوف كان ينصح الشيوعيين باليقظة من الأحلام فشتموه لانه قال لهم: ان السياسة يجب ان تبنى على وقائع. مشكلة خاتمي انه كان فيلسوفاً وينظر إلى افق بعيد وكان مستقلا.


برقية

مساء الاثنين الماضي اتصل بي المواطن راشد العرادي يشكو من توقيف الباصات على الحدود السعودية ( حملات: الهجرة، المحفو، المرتجى. العدد حاجاً موزعين على باصات) اتصلت بأحد المسئولين في السفارة السعودية وقاموا بالاستفسار والسؤال للمسئولين في الحدود وبتضافر عدة جهود وترتيب الوضع القانوني تم ادخالهم . فرح الحجاج وارادوا ايصال شكرهم العميق للسفارة السعودية وللسفير على مبادرتهم الطيبة بالاتصال ومتابعة الحدث

العدد 1216 - الثلثاء 03 يناير 2006م الموافق 03 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً